المحلية

بحثتُ عَن

حسن حنظل النصار
معنى مفهوم الخير
قبلَ أن أكتُب هذا المنشور بِدقائِق، ثُم عدلت عن ذلِك لِسبب أن الخير هوَ الخير، ولا معنى لهُ غير ذلِك. يستدعي هذا المفهوم الى الذهن ما تُسميهِ الفلسفة بِالعِلم الحضوري، فأنتَ حين تجوع تعلمُ بِأنك جائِع، كذلِك الأمر حين تحزن، فأنت تعلم انك حزين، وهذا العِلم هوَ من النوع الحضوري والبدهي للإنسان، ومعَ هذا فهوَ مِما لا يمكن شرحه! قد تقولُ لِأحدهم انك جائع وسيفهم الآخر ما تعنيه ما دامَ قد مرَ بنفس الاحساس، ولكِن لا يمكنك بِحال أن تشرح معنى الجوع لِكائن فضائي قابلته صدفة ولم يشعر بالجوع سابقاً، لِأن نوعه لا يأكل أصلاً ولا يعرف ماهية الجوع.
الأمر نفسه ينطبق على مفهوم الخير، فهوَ خير، هذا هوَ معناه والذي سيحضر لدى وفي نفس أي شخص يسمع بالكلِمة أو يقرأها، كما تفعلون الآن.
ولِهذا السبب تحديداً، أي ان الخير هوَ الخير، استغرب كثيراً مِمن يدعونَ حمل السِلاحِ لِأجلِ الخير ! أو لِغايةِ خير الوطن والآخرين !! وَ أُدهش أكثر ممن يقتلونَ تحتَ ذريعةِ ومُسمى الخير ! ويشنونَ الحروب بإسم تحقيق هذِهِ الحالة !
ألم تحتَل أمريكا العِراق بِذريعةِ تخليصهِ من الدكتاتورية وجلبِ الخير لِشعب لَم يرَ الخير منذُ ما قبل تأسيس الملكية العِراقية ورُبما سقوطها، ولا عرفَ معناهُ بعدَ انقِلاب 8 شباط ؟ ألا ترى التنظيمات الإرهابية في قتلِ آلاف العِراقيين فعلاً مشروعاً لِتحقيق الدولةِ الإسلامية والخِلافة، وهيَ كما يرونَ فيها الخير كُله وماذا عن الميليشيات المنفلتة وأفعالها أليست إلا وسيلة أخرى لِنفس الغاية المُعلَنة ؟ ينشر أحدهم آلاف المسلحين في شوارع العِراق ومن ثم يتم التبرير بِأنَ خير العراقيين وأمنهم هوَ الغاية !!!
الخير للوطن، للدين، للمذهب، للشعب، للطائفة، للفئة، للأمة، للدنيا، للآخرة، لله تعالى، لا يتأتى ولن يتحقق بوسائِل شريرة مثل الحروب والقتل وتأسيس الميليشيات والمجاميع المسلحة وحمل السِلاح وايذاء الآخرين. رفع شعار الخير كغاية من قِبل الكثيرين ليسَ إلا عملية ذر للرمادِ في عيون البُسطاء والسذج عن غاية أخرى تتجلى على سبيلِ القطع في المصالحِ والنفوذ والسلطة والمال والقوة والسيطرة.
لا تُبرر الغايةُ النبيلة الوسيلةَ الوضيعَة، ولن تُحقِقَ مثل هذِهِ الوسائل الدنيئة أي غاية نبيلة.
نحتاج من يصلح حال المواطن. والوطن. وعي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار