الثقافيةالمحلية

الهابط بين المطرقة والسندان.!

الهابط بين المطرقة والسندان.!
اقبال المياحي
لا شك ان ما تقوم به وزارة الداخلية العراقية في الأيام القليلة المنصرمة، هي خطوة بالاتجاه الصحيح، وتطبيق للقانون رقم (111) لسنة (1969) وفق احكام المادة (403) رغم انها متأخرة لكن كما قال المثل:” الخطوة تأتي متأخرة خير من لا تأتي” حيث تصدرت في الآونة الأخيرة، واجهات برامج التواصل الاجتماعي مجموعة من الشباب، الذين يقومون بحركات والفاظ غير لائقة، ولا تتناسب مع ثقافة وادبيات المجتمع العراقي، بما يمتلك من ارث حضاري وثقافي كبير، ومنظومة عشائرية بنيت على اسس صحيحة، الاخلاق- الأمانة- المنطق السليم.
قد يبدو ان هؤلاء الشباب المندفعين لهذا العمل” الهابط”؛ لم يكن عفويا او على رسلهم او من بُنات أفكارهِم، حيث ان الأرض لم تكن خصبة امام هذه المنحدرات، لا سيما بعد الفتوى للمرجعية بالجهاد الكفائي عام 2014 والذي اصبح الشباب العراقي اكثر نضوجا، في قطاع السياسة والصحافة والاعلام، والترابط المجتمعي ونبذ الطائفية والقومية؛ ومما لا شك فيه ان الاجندات الإقليمية، والمصالح الدولية؛ قد حولت الدعم المادي والمعنوي والإعلامي من الجماعات الإرهابية، القاعدة وبُناتها- داعش- النصرة- انصار الإسلام…الخ؛ الى ضرب المنظومة الدينية والأخلاقية، لدى الشعوب التي ترفض الهيمنة الغربية.
لذلك اول من أسس للمحتويات” الهابطة” هم بعض السياسيين، الذي تروج لهم بعض الفضائيات بإظهار هم على شاشاتها بشكل متكرر، او شبه يومي، وهم عبارة عن الفاظ نابيه وسباب وصراخ، حتى تحصل على عدد من المشاهدات، وهذا ما دفع مجموعة من الشباب من كل الجنسين، ان تقوم بمثل هذه البذائة باللباس والحركات و الألفاظ الغير لائقة؛ من اجل الحصول على الشهرة والمنفعة المادية، كون بعض البرامج تدفع أموال شهرية لمن يأتي ب .مشاهدات عالية، تصل الى الملايين؛ وهذا ما لعبت عليه الاجندات الخارجية، من اجل تجهيل الشباب وتسطيح للثقافة العراقية، وقيادتهم تحت مفهوم العقل الجمعي.
وقد حان الوقت بعد تنظيف وإزالة المحتويات” الهابطة” من واجهات البرامج الاجتماعية، لابد للفضائيات ان تستضيف السياسي الوطني- الصحفي والإعلامي المهني- الشاعر والاديب- الفنان الهادف، وكل الكوادر الثقافية، وان يأخذوا دورهم الحقيقي، بمشاركتهم محتويات هادفة، من اجل اغلاق الباب امام المتطفلين والمنفلتين، وأصحاب الاجندات الخارجية الذين يريدون ان يقودون الشباب للهاوية، وهذه المسؤولية لم تكن فردية؛ وانما مسؤولية المؤسسات الثقافية- منظمات التوعية المدنية- الأحزاب الوطنية- المنتديات الثقافية- الاتحادات الإعلامية- الصحف والمجلات- والمجالس العشائرية( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار