المحلية

النظام الدولي الجديد

بقلم : الدكتور الفريق الركن حامد الزهيري
تسارع الأحداث في العالم وهذا التسارع ليس محض صدفة ولا حتى نتيجة لحكم الظروف، هي سيناريوهات وضعها اللاعبون الكبار سابقاً وجاء وقت التنفيذ، بدأت الحكاية في مؤتمر فيينا عام 1815م والذي بموجبه شهدت آوربا إستقراراً سياسياً بعد هزيمة نابليون في معركة واترلو، وانتهاء فترة عقدين من الحرب بين فرنسا والقوى الآخرى في آوربا وأنتج عن نظام عالمي سداسي القوة.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م أنفرط النظام السداسي الذي كان يحكم العالم لتنفرد كلاً من الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي بحكم العالم وما يسمى بالقطبية الثنائية، والتي بدورها انفرطت ايضاً عام 1991م اي بعد انتهاء الحرب الباردة بين القطبين وانهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي ليبقى العالم ولحد يومنا هذا يعيش في ظل نظام عالمي يسمى بنظام القطبية الآحادية، والمقصود به الولايات المتحدة الأمريكية.
الثورة التكنولوجية وبروز العولمة كمصطلح سياسي في منتصف القرن العشرين والذي يعني جعل الشيء دولي الانتشار في مداه وتطبيقه وبروز مصطلح العالم عبارة عن قرية صغيرة لا تحكمها الأسوار، جعل النظام العالمي الجديد بحاجة الى نظام دولي جديد ولكن هذه المرة سيكون ثلاثي القطبية أو ما يسمى بنظام المثالثة الكونية، حيث لا يمكن لدولة واحدة أن تنفرد بقيادة العالم المضطرب سياسياً وأمنياً دون تقسيم السيطرة مع دول كبرى أخرى.
لا يمكن حدوث ذلك ولا يقتنع سكان العالم مطلقاً بهذا الناتج، ما لم تكن هناك حرباً أن لم تكن عالمية ثالثة فهي على الأقل ضمن محور قارة آوربا العجوز وجزءً من قارة آسيا الطامحة بعض دولها للصدارة، في نهاية المطاف ستنتج لنا هذه الأحداث ثلاثة قوى عالمية مستقبلية تتحكم بالنظام العالمي الجديد، وهي حسب الرأي الشخصي والمعطيات على الأرض، ستكون كلاً من (الولايات المتحدة وروسيا والصين).
فهل دقت طبول الخوف الكبير وهل الحرب العالمية الثالثة على الأبواب سؤال سيبقى مطروح؟.
أمسى الله مسائكم بالخير والعافية وقبول الطاعات في شهر رمضان المبارك.
#ح_الزهيري

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار