القضاء العراقي يستعيد مئات المليارات ويواصل مهمة ملاحقة الفساد
هادي جلو مرعي
من المهم جدا دعم قوة الدولة والبحث عن مكامن تلك القوة، وسبل تمكينها من أداء دور أكثر جدية في مواجهة التحديات الصعبة. ولعل المؤسسة القضائية التي تعمل بصمت غالبا حققت تقدما مهما في سياق إسترداد الأموال العامة خلال الأشهر الماضية، وتمكنت من نشر الخوف في نفوس مفسدين كثر حاولوا تحقيق مكاسب غير مشروعة، وعلى حساب المواطن البسيط الذي يعاني، ويكافح من أجل العيش الآمن.
ومن الجدير بالذكر أن الدور الذي يقوم به رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان وقضاة النزاهة ولجنة مكافحة الفساد المدعومة من المجلس يعد مهما للغاية في تأكيد عامل الثقة لدى بقية المؤسسات المسؤولة عن إنفاذ القانون، وملاحقة ورصد حالات الفساد والتجاوز على المال العام.
ووفقا لمانشر اليوم فإن المحكمة المختصة بقضايا النزاهة في الكرخ من بغداد أصدرت قرارا بإعادة ترليون ومائة وثمانية وخمسين مليار دينار بعد الكشف عن مخالفات تتعلق بأموال المحفظة التقاعدية، ويضاف ذلك الى الإجراءات التي بموجبها إستعادة أموال طائلة في الفترة الماضية وبعد سلسلة إجراءات قضائية صارمة، وهو مايعزز الظروف التي تتيح إستعادة المزيد من أموال الدولة، حيث تبين وثيقة صادرة عن القضاء العراقي حجم تلك الأموال، وطبيعة الإجراءات المتخذة في هذا الصدد.
القضاء العراقي وبطبيعة الحال وكما شهدنا خلال الأشهر الماضية عمل بسرية كاملة وبعيدا عن الضوء ووسائل الإعلام وحقق منجزا مهما لم يكن الهدف منه إستعراضيا كما درجت العادة عند مسؤولين ومؤسسات تبحث عن الشهرة والإنتشار وتحقيق إنجازات فيسبوكية وأخرى تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي وتضيع معها صورة الحقيقة ولايتحقق للدولة وللشعب مايصبوان إليه من حماية للأموال العامة.
