المحلية

القتل السياسي ( الحلبوسي نموذجاً )

لم تستقر الساحة السياسية العراقية بعد احتلال العراق عام 2003 ، اذ اصبح الواقع السياسي اشبه بالواقع السياسي الافريقي الذي يمتاز بعدم الاستقرار وكثرة المؤامرات وما ينتج عنها من ضحايا ( لكن هنا الضحايا هم من الشعب وليس من الساسة ) . فيما يتعلق بما حدث اليوم لرئيس البرلمان السيد الحلبوسي والمتمثل بقرار المحكمة الاتحادية الذي انهى عضويته من مجلس النواب بسبب جريمة مخله بالشرف ؟؟ ، فذلك يجعلنا نتسائل اسئلة عدة هل تجاوز الحلبوسي الخطوط التي رسمت له ( لاسيما وانه كان في يوم من الايام الفتى المدلل من قبل ؟؟؟؟ ) ، هل كبر الحلبوسي قبل اوانه واصبح خطرا على بعض القوى السياسية من داخل المكون السني ومن خارجه ، وهل ما حدث اليوم هو فعلا يتعلق بدعوى النائب المقال ليث الدليمي ؟ ام ان دعوى السيد ليث الدليمي قد استغلت للتخلص من الحلبوسي كون الاثنين من المكون نفسه والقبيلة نفسها حتى تستبعد الجنبة الطائفية عن موضوع انهاء عضوية الحلبوسي ؟ ام ان الحلبوسي قد اصبح شخصا خارج السيطرة بالنسبة لقوى الاطار التنسيقي التي اغلبها لديها ملاحظات على اداء الحلبوسي وارتباطاته الخارجية ، وغيرها من تساؤلات .
الحلبوسي شخصية مثيرة للجدل ، بسبب صغر سنه قياسا بالمسؤوليات التي تولاها ، صعوده السريع ، صوته العالي وقوة قراره ، فهو يختلف عمن سبقة ممن تراس مجلس النواب الذي هو من استحقاق المكون السنة عرفا وليس دستوراً . اذا كان اسرعهم تمردا على حلفائه ، فضلا عن تغول فكرة الزعامة للمكون السنة في رأسه ، وذلك ما اثار مخاوف مناوئيه ومنافسيه من المكونين السني والشيعي مما ادى الى اتفاق الطرفين للتخلص منه وقتله سياسيا مثلما حدث مع طارق الهاشمي وقبله عدنان الدليمي .
يترقب الجميع ردود افعال الشارع السني ، لاسيما ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات ، ما سيحدث سوف يمتنع القليل من جمهور تقدم عن المشاركة في الانتخابات ، اما الاغلبية فسوف ينتخب الكتلة السنية صاحبة الحظ الاوفر والدفع الاكثر ؟ لن يتحرك الشارع السني بمعنى الهياج لأنه ناقم على اغلب الساسة السنة مثل نقمة الشارع الشيعي على اغلب الساسة الشيعة . من الاسباب التي تجعلني واثق من عدم تحرك الشارع السني ان اغلب القوى السنية التي لديها بعض التأثير في الشارع السني هي مع قرار التخلص من الحلبوسي الذي بدوا يرون فيه شخصا متفردا بالقرار وقد ابتلعهم جميعاً ، فضلا عن ذلك ان الشارع السني لا يزال يعاني مما نتج عن خروجه واعتصامه لمناصرة الدكتور رافع العيساوي . غياب الفاعل الخارجي بسبب الانشغال بتطور الاحداث في فلسطين ( طوفان الاقصى ) هذه الاسباب وغيرها تجعلنا واثقون من عدم تحرك الشارع السني لناصرة الحلبوسي .
لن يكون الحلبوسي اول واخر شخصية سياسية سنية او شيعية يطاح بها ، ولن تتوقف الحياة السياسية في العراق فهناك اكثر من بديل ليحل محل الحلبوسي ومن كل الانواع والالوان والاحجام ففيهم الرقيق الغض ، وفيهم السمين المتين ، وفيهم الشيخ خفيف الظل المطيع الوديع ، وقد يضاف لهم صغير القوم خادمهم .
قد ( انا اقول قد ولم اجزم ) يسمح للحلبوسي بمغادرة العراق وبعد مغادرته يتم فتح ملفات تدينه من اجل قتله سياسيا حسب نظرية المطرب باسل العزيز ( اذا طاح الكوي كثرة سجاجينه ) . يبقى السؤال هل سيذهب الحلبوسي لوحده ام سوف يلحق به شخصا آخر ليسليه في غربته ؟ ابو سرمد شلونك ؟
السياسي المستقل
د. سنان السعدي
15 تشرين الثاني 23
==============================================
🛑 ملاحظة : إن كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعتبر من سياسة الوكالة.. لذا اقتضى التنويه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار