المحلية

السوداني وزيرا للصحة

حسين الشمري – الحوار المتمدن
بات المواطن العراقي لا يستغرب من اي شيء يواجهه في دوائر الدولة وخصوصا المؤسسات الصحية التي أصبحت هياكل بناء متهرئة بل لا تمتلك اية مقومات صحية حتى البسيطة منها.
والقول الدارج بين اوساط المجتمع ان المستشفيات الحكومية لا تمتلك غير (البراسيتول والمغذي) وازف لكم البشرى حتى المغذي غير متواجد لاني أجريت عملية جراحية قبل مدة وبعد الافاقة علمت ان قناني المغذي قد تم شرائها من الصيدلية المجاورة.
اليوم ٢٦ آيار ٢٠٢٤ راجعت مستشفى الكرامة لارتفاع السكر ومشاكل اخرى في الجهاز الهضمي وعند احالتي إلى المختبر لاجراء التحليل انصدمت بان مختبر الطوارئ ومختبر الاستشارية لا تتواجد فيهما اية مواد، وتمت احالتي لمختبر الجناح الخاص، وهنا رأيت العجب بكثرة المراجعين وأسعار التحليل الملتهبة، وشاهدت معاناة الناس خصوصا الفقراء وذوي الدخل المحدود، ما جعلني أتداخل مع مسؤولة الحسابات عندما طلبت من مريضة مبلغ ٣٣ الف دينار، والاخيرة بقيت في صمت وحيرة، بعدها ذهبت لاحد المسؤولين في المستشفى الذي أكد ان المستشفى خالية من المواد واغلب العلاجات بسبب عدم توفر التخصيصات المالية، وعن تواجد المواد في مختبر الجناح الخاص قال انه مدعوم وتشترى مواده من إيرادات العيادات الشعبية ويسمى (مشروع مختبرات الأجنحة الخاصة)، والسؤال هنا ماذا يجري بحق السماء؟
قبل مدة طل علينا وزير الصحة د. صالح الحسناوي من شاشات التلفزة وهو يحاسب طبيبة لأنها كتبت علاج من صيدلية خارجية لاحد المرضى، وطل مرة اخرى مع رئيس الوزراء في إحدى مستشفيات محافظة الانبار وهو يسأل أحدهم من أين حصلت على العلاج فاجابه من المستشفى، ويقال ان المريض الذي اجابه هو طباخ المستشفى بهيئة مريض وهذا كله حدث بوجود (الريس)،
وهنا لابد من التوقف عند هذه المعضلة المستديمة والتي أصبحت بمرور السنين عاهة، يا رئيس الوزراء ان أساسيات حياة الشعوب تبنى في البدء بثلاث (الصحة والتعليم والقضاء) وان فشلت احداهن فاقرأ على ذلك البلد السلام.
وأود ها هنا ان اقدم لك نصيحتين الاولى لا تثق بأحد مهما كان ابحث عن كل شيء وتأكد منه بنفسك، والثانية قد كتبت مقال قبل مدة قليلة عنوانه (السوداني وعصا العجلة) وحذرتك من الحاشيات والمقربين، اتمنى ان تطلع عليه، ودعوتي الصادقة لك باعتباري مواطن يحب أرضه وفراتيه، وعملنا سوية لأكثر من سنة عندما كنت عضوا في اللجنة السباعية ورأيت فيك النزاهة وجدية العمل وإنجاز المهام بأكمل صورة وتواضعك الكبير فضلا عن حرصك على قضاء حوائج المواطنين، لذا اصرخ اليوم طالبا منك ان تتولى ادارة وزارة الصحة من موقع أدنى لأنها اهم من أمور كثيرة تشغلك، وحينها ستصدم بالواقع المرير وعليك بزيارات مفاجئة للمستشفيات بدون اعلام إدارتها بالموعد والوقت، أو إرسال مندوب تثق به تماما لمراجعة المستشفيات كمواطن مريض بملابس رثة وتحلفه(بالعباس) ينقل الحقيقة، وسترى العجب العجاب.
وقالها سابقا الشاعر المرحوم رياض الوادي يا رئيس الوزراء رحمة للعباس سوي الكهرباء، واليوم اصرخ باسم الفقراء يا رئيس الوزراء رحمة للعباس داوم بالمستشفيات رفقا بالفقراء. وستصبح اول مهندس زراعي في العالم يقود وزارة صحة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار