المحلية

الانسان شريك للانسان

-حسن حنظل النصار :
وهو يمشي بسيارته (الحديثه) إذ لمح رجلا كبيرا في السن يبيع التمر على الرصيف… توقف ونزل من سيارته بصعوبة (كالعاده) بعد أن حرر كرشه الملتصق بسكان السياره وبدون أن يلقي التحيه والسلام دار بينهما هذا الحديث…
_ بيش سلة التمر.
* عمي السلة سعرها ٥٠٠٠ دينار.
_ هاي شكو شدعوه.
* عمي هذا سعرها بالسوق.
_ خلي يولن عبالك أني غشيم… تبيع ب ٢٠٠٠؟؟
* عمي فلوسها ٣٥٠٠ وأني من الصبح لحد هسه راح يأذن الظهر وما مستفتح…الله يخليك عندي كومه عيال.
_ لعد خليها على قلبك أني رايح.
* عمي بيش تفيدك؟؟
_ ٣٠٠٠ وإذا أكثر ماريدها…وهاي من جانبك.
هنا يطأطأ العجوز رأسه ويدخل في دوامة من القلق والحيره بين بطون عياله التي لم يدخلها أي طعام من الأمس وبين لهيب الشمس وقسوة أشعتها… وأخيرا يقرر الاستسلام ويبيع السله ب ٣٠٠٠ دينار ويخسر فيها ٥٠٠ دينار (والدمعه بطرف عينه) من الحسره والألم.
هنا يرفع الفائز كأس البطولة(عفوا سلة التمر) ويدخل سيارته منتشيا بلذة النصر و يحاكي نفسه ويحسب الثواني وهو يعود متلهفا إلى البيت ليروي لزوجته وأطفاله كيف إستطاع بذكائه وخبرته المتراكمه في السوق أن يتغلب على هذا العجوز البائس.
في المساء تستعد العائلة للذهاب إلى أفخم مطعم في المدينة لحضور حفل عيد الميلاد لإحدى قريبات الزوجة… وفي الطريق تنزل العائلة وتدخل محل مجوهرات لشراء هدية تليق بسمعتها… هنا يسأل صاحب المحل هل تريدونها بسعر مناسب؟؟ أم تريدون هدية فخمه؟؟
هنا ينتفض صاحبنا ويرعد ويصرخ ويهتز كرشه ( وهل يبدو من مظهرنا أننا نريد هدية مناسبة أو رخيصة؟؟)
أنتهت الحكاية ولكن هذه المواقف لا تنتهي من واقعنا المرير ونحن نسأل بكل جرأة لماذا لا يرحمنا الله؟؟
ملخص بسيط عن الواقع السيء الذي نعيشه في مجتمعاتنا المريضة.
أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار