المحلية

الاعلام المضلل والانحراف الفكري

بقلم ,, الإعلامي عدنــــان العـــــــابد

(الاعلام المضلل والانحراف الفكري)

الانحراف الفكري:
هناك تعاريف شتى لمفهوم الانحراف الفكري لان الفكر يتعدى حدود الجمود او الانغلاق وينفتح على مفاهيم شتى لذلك سنجد تعريفا اكثر شمولا لمفهوم الانحراف الفكري..
وهو اسلوب يخالف المعايير الاجتماعية او الدينية او العادات والتقاليد او الاعراف او النظم الاجتماعية التي تخص شريحة معينة من المجتمع عن المجرى الرئيسي لحياه المجتمع
اما التعريف القانوني؛ هو انه كل ما من شانه الحاق الضرر بفرد او جماعه من الافراد في المجتمع
ومن المعروف ان الانحراف له اشكال متعدده واخطاره تهدد الامن واستقرار المجتمع لانه انتهاك للمعايير المتعارف عليها ومحاوله الخروج عن قيم وضوابط هذا المجتمع لتوجد لها قيما جديدة وضوابط خاصة بها تعمل على نقلها لافرادها واتباعها وهو ما يطلق عليه بثقافة الانحراف
ومن صور ثقافه الانحراف
*الاشاعه؛ والاشاعه افكار ليس لها مرجعية معتمدة من الشرع او القانون المدني او الدولي تمارس بغية التشكيك في الاهداف والمصالح والنظم والعقائد من اجل مكاسب محدودة او موسعة بطرق غير مشروعة يؤثر على امن الفرد والمجتمع بصوره سلبية تؤدي الى زعزعة الامن الفكري والثقافي واثارة نوبات العنف والتطرف او الارهاب في بعض حالاته
* ظاهرة الانحراف الفكري
اولا؛ الانحراف في عقيده الإسلام..
يتمثل في الالحاد والشرك وسائر اشكال الغلو والزيغ في مجال الاعتقاد
ثانيا؛ الانحراف على مستوى الفهم والتصور والاعتقاد الديني والامور والاشياء والأفكار التي تكون في الغالب دخيلة على مجتمعنا الاسلامي
ثالثا؛ الانحراف والتعبير والخطابي والبياني الذي يتمثل في اتهام الدين بما ليس فيه واتهام المؤسسات والمرجعيات الدينية كالاوقاف الدينية بما ليس فيهم واطلاق الاوصاف المخله والمهينه دون الاستناد الى مسوغات ذلك في الشرع والقانون والعرف والخلق التي يمنع من الاتهام جزافآ وتهميش دور علماء الدين
رابعا؛ الانحراف على مستوى بعض دوائر الاعلام ومواقع الاتصال الاجتماعي وتبادل المعلومات بما يخالف المعايير الدينيه والاخلاقيه والقانونيه لمهنه الاعلام والصحافة
خامسا؛ الغلو بانواعه المختلفه كالغلو الديني او العقائدي التي تؤدي الى انحرافا فكريا وزيغا عن الوسط والعدل
سادسا؛ حملات الاساءه الى الدين والمقدسات والتشكيك في العلماء والتحريض على الخروج عليهم والترويج للشذوذ بانواعه وهذا ما نلاحظه في توجهات بعض الفرق الاسلاميه في محاوله تسقيط بعضهم للاخر من خلال تشويه علماء الدين وائمتهم مما يؤدي إلى الخلاف الفكري والعقائدي وبالتالي تكفير أحدهم الآخر الذي يسبب بالتأكيد زعزعة أمن واستقرار الفرد والمجتمع
* مظاهر الانحراف الفكري
مما لا شك فيه ان الانحرافات الفكريه لها اسباب ومظاهر منها دينيه ونفسيه وتربويه واجتماعيه وسياسيه واعلاميه واقتصاديه وسنبين هنا الاسباب التربوية والأسرية لأهميتها والتي تشمل على ضعف التربيه الصحيحه من خلال الاسره وتتمثل في
اولا؛ ضعف التربية الصحيحة من خلال الاسرة لقلة المتابعة والعناية والاهتمام بافراد الاسرة من قبل الاباء والامهات وكذلك التفكك بين افراد الاسرة والتفرقة بين الابناء وعدم مراعاة حاجات افراد الاسرة وهذا نوع من القصور في اساليب التربية
ومن مظاهره..
التدليل الزائد او القصور بالتربية والتشرد كذلك ضعف الوضع المادي للاسرة وضعف الحوار والتعاون بين افراد الاسرة والانعزال الاسري هذا على سبيل الاسرة اما على سبيل المؤسسات التربويه الاخرى فتتمثل بما يلي
اولا؛ التركيز على الماده العلميه واهمال الجانب التربوي
ثانيا؛ القدوة السيئة سواء من المعلمين او الطلبة وهذا ما نلمسه في بعض المدارس الابتدائيه والمتوسطه والاعداديه وكذلك في بعض الكليات
ثالثا؛ عدم مراعاه الفروق الفردية بين الطلاب وهذا الفارق طبعا يشمل الفروق الاجتماعية والمادية والنفسية وكذلك الفكرية احيانا
رابعا؛ ضعف دور الارشاد الطلابي الذي يقوم به المرشد الاجتماعي الذي من المفترض ان يقوم بواجبه في حلحله كافة المشاكل التي تعتري الطالب
خامسا؛ ضعف الانشطه اللاصفية التي تلبي قدرات ورغبات الطلاب وهذا واضح والاقتصار في هذا الجانب فقط على النزهات والسفرات وعدم الاهتمام بالجانب العلمي خلال هذه النشاطات ..
سادسا؛ عدم المساعده في حل المشكلات الطلابية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية
سابعا؛ عدم البحث في اسباب الرسوب والتسرب والفصل وضعف الحصانة الذاتية للطلبة التي تجعل منهم فريسة سهلة للذين في قلوبهم مرض.
* مخاطر الاعلام الجديد والانحراف الفكري
وتمثل مخاطر الانحراف الجديد في عدم تدقيق المواد المنشورة وعدم الثقة بالاخبار والمواد المنشورة من خلال وسائل الاتصال المختلفة سواء المقروءة او المسموعة او المرئية او الإلكترونية حيث ان اهم تحديين يواجهما الاعلام الجديد هما
اولا؛ جودة المحتوى الإعلامي
وثانيا؛ التكنولوجيا التي يمكن عرض بها هذا المحتوى
والذي يتمثل هذا المحتوى الهام من خلال
اولا؛ النصب والاحتيال في المعلوماتية
ثانيا؛ انتحال البيانات الشخصية وسرقتها
ثالثا؛ انتحال الشخص المرسل الرسالة الاعلامية لبعض الشخصيات الاثارة الاشاعة والبلبلة من خلال تصاريح وأقوال غير صحيحة
رابعا؛ السب والقذف والاهانه التي تصدر من بعض المستخدمين عبر الشبكة العنكبوتية
* الاثار المترتبه على الانحراف الفكري
اولا؛ التشكيك في الدين واصوله وقواعده وعلومه ومبادئه والتشكيك في تاريخه وحضارته وانجازاته عبر العصور والتشكيك بمؤسساته ورجالاته ومرجعياته وعلمائه
ثانيا؛ غياب الوعي الصحيح لفهم الدين من حيث المضمون العميق والمنهجي الصحيح والاسلوب المؤثر للربط بفهم الواقع واحتياجات الناس وتجاهل القيم الاجتماعية والعلاقات الاسرية من خلال التركيز على انحرافات ذات الأهمية وترك الاكثر أهمية.. وطبعا كل له أهميته ولكن علينا اتباع القاعدة الشرعية التي تقول ( الضرورات تقدر بقدرها) الأول ثم الذي يليه
ثالثآ :كما يؤثر الانحراف الفكري في الاقتصاد وتنمية البلاد بما يحدثه من اتلاف للاموال من خلال غسل الاموال او تهريبها للخارج وانتشار البطالة لما يؤدي الى فقدان الامن والاستقرار
رابعآ:وكذلك ضعف التجارة والصناعة والزراعة والنشاط السياحي واستثمار الاموال والأشخاص بأمور لاتنمي الفرد او المجتمع
خامسا؛ الاخلال بامن الافراد والتخويف والترهيب وجعل الافراد يحومون بدوامة التقصير الدائم والخوف من المجهول وعدم الاستقرار النفسي مما يؤثر على اقتصاد البلد والهجرة الجماعية خوفآ من المجهول
سادسا؛ كما يعد الانحراف الفكري والسلوكي سببا لانتشار الفتن وفقدان الامن وظهور الفرق والجماعات والمنظمات الارهابية.. والأمثلة بهذا الشأن كثيرة..
*دور المؤسسات الاعلامية للحد من ظاهره الانحراف الفكري
يتمثل دور المؤسسات الاعلامية للحد من ظاهرة الانحراف الفكري بما يلي
اولا؛ وضع اليات واستراتيجيات عملية لمواجهه طوفان المادة الاعلامية الغير هادفة والتي تستهدف قيم ومفاهيم المجتمع والعمل على تحقيق الاشباع السياسي والثقافي والاجتماعي والتربوي
ثانيا؛ العمل على تطوير برامج واقعية تكون قادرة على استقطاب الشباب وتزويدهم بمعلومات وحقائق عن واقعه وعدم تضليله بامتيازات او وعود لايمكن تحقيقها والسير ضمن منهج محدد وتوخي الصدق فيه وتناول القضايا التي تمسهم ومناقشة مشاكلهم مساعدتهم بحلها
ثالثا؛ تقديم برامج هادفة بحيث يكون الخطاب الاعلامي ومضمونه هادف لتحقيق احتياجات المجتمع من خلال دراسات تقييم مسبقة طبعا
رابعا؛ تعميق وعي المجتمع بمضامين الغزو الاعلامي وسلبياته على الفرد والمجتمع وعلاقته الهامة بالمجتمع والعمل على ابراز القيم التنموية في وسائل الاعلام من خلال التنسيق المتكامل بين الاجهزة المجتمعية المختلفة
خامسا؛ تفعيل دور الجامعات والمؤسسات التربوية والإعلامية في الاسهام بالتخطيط والتنفيذ وتقويم البرامج الاعلامية والتوعوية الهادفة سياسيا واجتماعيا وثقافيا وعدم عرض الافكار الهدامة او التافهة التي لا تحاكي الفكر او تعطله وتجعل من الفرد مستهلك لهذه المادة الإعلامية.
(إنتهى)
عدنان العابد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار