المحلية

الإعلام العراقي في خطر

الكاتب/محمد العباسي
إن واقع العمل الإعلامي المهني على اختلاف انواعه لم يواكب مايحدث في فروع الاعلام، حيث رافقت التطورات التكنولوجية والاتصالية المتسارعة في العقود الأخيرة جملة متغيرات تمثلت في تخطي حدود الزمان والمكان‚ وتداخلت عوالم المال والاعلام المتحزب والسياسي وبين مايسمى اليوم (زعماء العملية السياسية) حيث تمكنت هذا العوامل من إنشاء مؤسسات إعلامية وقنوات فضائية من قبل أحزاب وشخصيات سياسية وزج أشخاص معينين بالعمل فيها لوجود علاقة بينهم، أما تمويل هذه المؤسسات فيكون في الاغلب من الخارج من خلال المشاريع التي صارت توصف بالدكاكين، وبالتالي تراجعت سمعة السلطة الرابعة أو مهنة المتاعب أو مهنة الصحافة التي عرفها العالم، وعذرا لتلك الدماء التي روت ارض الوطن الحبيب في سبيل اعلاء كلمة الحق، أما العمل المهني وسط هؤلاء فهو صعب جدا وغير قادر على تأدية رسالته على الرغم من إتقان أدواته الإعلامية، أما العاملين بهذه الفضائيات المتحزبة فهم على الأغلب من خريجي الدراسة الإعدادية وليس لديهم مؤهلات إعلامية، اي انهم غير حاصلين على شهادة الإعلام او لم يدخلوا دورات في المعاهد الإعلامية، وبالتالي فهم يعملون في هذه المحطات الفضائية من أجل الاستعراض أو الحصول على “مشاهدات وزيادة عدد المتابعين” لذلك فإن الاعلام هدف ورسالة يحققان الأثر المطلوب عند المتلقي أو المشاهد لبناء المجتمع بالشكل الصحيح وليس لإبراز العضلات أو إشاعة الميوعة عند بعض الشباب أو التشبه بالنساء فهذه الظواهر مع الاسف دخلت في أغلب المواد البرامجية للمؤسسات الإعلامية المرئية والسمعية، فأصبحت البرامج التلفزيونية التافهة التي يسأل فيها الضيف بأسئلة غير منطقية وغير لائقة بالشخصية العراقية اصبحت هي السمة الغالبة «شكد طولك؟شكد راتبك؟شنو نوع سيارتك؟» مما يستوجب قيام وزارة الثقافة، نقابة الصحفيين العراقيين، وهيئة الإعلام والاتصالات مراقبة ومتابعة هذه الحالات الشاذة التي تسيء لسمعة الاعلام العراقي وللشخصية العراقية وايضاً القيام بإجراء مشابه لما قامت به وزارة الداخلية من خلال حملة (بلغ) عن الفضائيات والمحطات إعلامية التي تتحيح الفرصة لنماذج (تافهة) و (هابطة) وليس لديهم مؤهلات ومعايير للعمل في مجال الاعلام العراقي، ودعم أصحاب الاختصاص ومن لديه مواهب تأهله ليكون قادر أن تقديم عمل اعلامي مهني ناجح.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار