المحلية

إنسحاب الكتلة الصدرية قراءة في تحديات المرحلة المقبلة

إنسحاب الكتلة الصدرية قراءة في تحديات المرحلة المقبلة
وسن الوائلي
مثل قرار سماحة السيد مقتدى الصدر سحب نواب الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي بالرغم من الفوز الكاسح في الانتخابات النيابية الأخيرة تغييرا في فلسفة السياسة المحلية وحتى الدولية فالسياسة تمثل مصالح فئات وطبقات واحزاب فاعلة وناشطة وقد تبتعد بالمصالح تلك عن حاجات الناس وهمومهم ومعاناتهم وتنفصل عن واقعهم وعذاباتهم لكن ان تتحول السياسة عن السيد مقتدى الصدر الى تضحية وواجب من اجل عامة الناس وخاصة الفئات المحرومة والفقراء فذلك تحول يفرضه سلوك اخلاقي وانساني يتصل بتضحيات المعصومين الذين كانوا يفارقون دنياهم ومصالحهم وينشغلون بتلبية حاجات اشياعهم ومحبيهم ومواليهم وعامة المجتمع وهذا ديدن المعصوم ونهج المعصوم الثابت الذي مضى عليه ائمة أهل البيت طوال حياتهم ومنذ عهد الامام امير المؤمنين وخلال وجود الائمةًالمعصومين الى عصر الغيبة الشريفة التي مهدت لحكم ونهج لايخالف المعصوم بل يطبق متبنياته الفكرية والروحية ويرتبط بالمجتمع ويسهر على تلبية مايحتاج اليه من نصح وتوجيه وعون مادي ومعنوي ليعينه على دنياه.
نحن امام معادلة سياسية اخلاقية فرضها السيد الصدر ومثلت صفعة لأدعياء دين مزيفين خالفوا دينهم لدنياهم وغرتهم دنيا هارون فصاروا اسرى لوجود مادي عقيم محدود وتجاهلوا الاخرة ونسوا ماذكروا به واخذتهم العزة بالاثم وصاروا يستجلبون تأييد بعض العامة لكي يستخدموهم في تكريس وجودهم بالخداع والتضليل والاكاذيب وهدفهم المناصب والاموال، وهو توجيه عقائدي ومعرفي لاعضاء الكتلة الصدرية ولمحبي التيار وللرأي العام بان الصدريين وان كانوا نوابا ووزراء ومسؤولين بمناصب شتى يمكنهم وبسهولة التخلي عن كل مكسب وعن كل مطلب فئوي وشخصي وتكريس مفهوم التضحية وعدم الخوض مع الفاسدين والشراكة معهم لانهم تبنوا فكرا وصوليا لدوام حكمهم واضعاف خصومهم والمنتقدين لهم ولذلك فهم لايرغبون برؤية مشهد الانسحاب لانه كشف زيفهم وبطلان دعواتهم وانهم متمسكين بالمناصب والاموال وماتحقق لهم في السابق من مكاسب غير شرعية وغير قانونية.
هذا المثل الكبير يستحق ان يكون نهجا عند الصدريين ليفهموا انهم في كنف سيد هاشمي لامطمع لديه في الدنيا الفانية ويريد تكريس كل عمل لخدمة الناس فمن شاء فليواصل المسير ومن شاء فليغادر الى أي وجهة كانت لانه صار في مواجهة الحقيقة التي تحتاج من يفهم كيف يتبناها ويضحي من اجلها ولهذا كانت التوقيعات امتحانا للمخلصين فاذا وقع احدهم وتعهد بالاخلاص فهو يقبل بالتضحية ومايترتب على عهده واذا رفض فهذا شأنه لان التيار الصدري صناعة التضحيات والايثار وعقيدة الانسانية الحقة التي ترفض ان تستنزف السياسة وجود الشعب وكرامته.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار