السياسية

كتب الصحافي حسن النصار مقال بعنوان “الكاظمي”

حسن حنظل النصار:
في طهران إستقبل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي زار الجمهورية الاسلامية بدعوة رسمية من الرئيس رئيسي وفي حقيبته اكثر من ملف بعضها متقاطع مع بعض لكن لاسبيل الى التغاضي عنه او القفز عليه لان تلك الملفات على مايبدو مترابطة مع بعض على مستوى الاقتصاد والامن والسياسة والانتخابات وصراع الاقليم والعلاقات المتشابكة بين دول المنطقة وابرزها ملف العلاقات الايرانية السعودية.
الكاظمي زار طهران التي تحتفظ بعلاقات قوية مع طيف سياسي واسع في الداخل، وبينما يتحضر العراق لإجراء الانتخابات النيابية في العاشر من اكتوبر يرى مراقبون ان طهران يمكن ان تلعب دورا مهما في تمرير العملية على مستوى الامن الانتخابي لطبيعة العلاقة التي تربطها بفاعلين اساسيين هم جزء من العملية السياسية وهم منافسون لبعض ولخصوم متعددين ويمكن ان يتسببوا بمصاعب في حال إشتد الصراع فيما بينهم، وهناك تطاحن صعب بين المكونات ذاتها بعد ان كان بين مكون واخر، وهو مايجعل الساحة العراقية اشبه بالموج المتلاطم الذي لاقرار له، لكن ايضا فإن الكاظمي يجيد اللعب على التناقضات الداخلية والخارجية في مسعاه لمواصلة مسيرته السياسية خاصة وانه يبدو مرشح الجميع، ولكنه ليس مرشحا من أحد.
في طهران اللاعب الاقوى في الساحة الاقليمية وعلى اكثر من صعيد وفي اكثر من ملف ناقش الكاظمي ملف الغاز والكهرباء وربما الديوان وتوسيع التجارة البينية والامن الانتخابي ودور العراق في التقريب بين دول المنطقة التي تعيش التناقضات فبغداد هي العاصمة الوحيدة التي ماتزال تحتفظ بعلافات طيبة مع العواصم القريبة والبعيدة في حين لانجد ان عاصمة اخرى تمتلك تلك الميزة بل والمؤكد هو التنافس والخلاف بين عواصم الجوار العربي والاقليمي وهو الامر الذي منح الكاظمي مساحة للتحرك في اطار عقد مفاوضات بين طهران والرياض ودمشق وانقرة، وتكتمل الصورة في لقاءات قمة بغداد بين السيسي وامير قطر، وبن مكتوم وتميم، والمصافحة بين وزيري الخارجية الايراني والسعودي حيث بدا العراق وكانه طرف إصلاح وليس طرفا في مشكلة.
طهران لاتجد ضيرا في المزيد من الانفتاح الحذر خاصة وانها غير مرتاحة لعلاقة الكاظمي بواشنطن والرياض وهي بصدد زيادة حجم التبادل التجاري لكنها تتوجس من دور امريكي يصر على العقوبات التجارية ويريد فرض شروطه سواء في الملف النووي او في اطار الضغط على طهران لتفكيك برنامجها الصاروخي وعلاقاتها مع دول حليفة لواشنطن حيث التوتر هو السائد، وكل ذلك مرهون بتطورات لاحقة في المشهد العراقي الذي يمكن ان يكون بيئة ملائمة لتنشيط فعل التغيير او ان يظل خاملا بلاحراك حقيقي نحو المستقبل مع ان التطلعات جميعها تريد ذلك المستقبل الجيد وتتمناه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار