السياسية

رئيس الجمهورية يتقلد الوسام الأعظم في إيطاليا وفخامته يقلّد الرئيس الإيطالي وسام الوطن

 (وان_بغداد)
جرى مساء الإثنين (12 حزيران 2023) في قصر كويريناله في العاصمة روما تقليد فخامة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد الوسام الأعظم من الدرجة الأولى من قبل فخامة رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو مارتاريلا، وهو أرفع وسام يهدى إلى الرؤساء تقديراً للسيد الرئيس وتجسيداً للعلاقات التاريخية المُتأصلة بين البلدين.
كما منح  فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد فخامة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وسام الوطن من الدرجة الأولى وهو أرفع وسام في العراق يمنح للرؤساء تقديراً  للرئيس سيرجيو مارتاريلا واعتزازاً بعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين.
جاء ذلك خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس الإيطالي على شرف السيد الرئيس، بمناسبة زيارة الدولة التي يجريها فخامته إلى إيطاليا.
وحضر المأدبة السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، ومعالي وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، ومعالي وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، إضافة إلى عدد من المستشارين وكبار المسؤولين.
وألقى السيد الرئيس كلمة أكد فيها أن السلام ما بين البشر والتفاعل الثقافي ما بينهم هو أساس نهوض الحضارات وتقدمها، بينما أسوأ أحوال التاريخ هي فترات الحروب والانغلاق والتعصب وإشاعة الكراهية.
وأضاف رئيس الجمهورية في كلمته: إن مشكلات تلوث البيئة والجفاف وتزايد التصحر باتت تهدد فعلاً الحياة على الكوكب، بينما تهديدات الحروب في أكثر من مكانٍ قد تؤدي إلى كوارث لا يمكن حصرها في ظل تفاقم التسلح الراهن.
وأشار فخامته إلى أن البلدين، العراق وإيطاليا، يتمتعان بعلاقات جيدة، وقد كانت إيطاليا شريكاً وصديقا في إعادة أعمار العراق، كما قامت بدعم مواقف العراق دولياً وبتدريب قواته المسلحة والمشاركة في محاربة الإرهاب، مشيداً بتضحيات القوات الإيطالية في العراق.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
” فخامة السيد سيرجيو ماتاريلا رئيس الجمهورية الإيطالية المحترم.
السيدات والسادة الحضور الكرام.
يسعدني أن أكون هنا بينكم وفي بلدكم العظيم ايطاليا، في روما إحدى أعظم المدن التي نهضت بالحضارة الإنسانية خلال تاريخ حضارات العالم.
تاريخ البشرية هو حلقات متواصلة أسهمت فيها الشعوب والبلدان، وكان هذا التواصل بأفضل أحواله كلما كان قائماً على أساس التفاعل الايجابي البنّاء، وعلى التعاون والعمل المشترك وتبادل المعارف ونقل العلوم، وكلما تعزز السلام والتآخي ما بين البشر، والشعور العالي بالمسؤولية إزاء حفظ الحياة واحترام الكرامة الانسانية وتقدير المعرفة والمستقبل.
اسمحوا لي هنا أن أشير إلى ما فعلته بغداد حين كانت في قلب الحضارة الإنسانية، حيث تم تأسيس بيت الحكمة في القرن الثامن الميلادي كمركز للتأليف والبحث والترجمة، وكانت ترجمة أعمال ومؤلفات الطب والنجوم والهندسة والفلسفة والآداب في المقدمة من هذه الجهود التي جرى تسخير إمكانات جبارة لها. فكان ذلك عصراً للتفاعل الخلاق ما بين ثقافتنا ومختلف الثقافات، وبالأخص الثقافة في روما وأثينا.
السلام ما بين البشر والتفاعل الثقافي ما بينهم هو أساس نهوض الحضارات وتقدمها، بينما أسوأ أحوال التاريخ هي فترات الحروب والانغلاق والتعصب وإشاعة الكراهية.
أيها السيدات والسادة، نحيا في عصر عظيم تمكنت فيه الإنسانية من التقدم والتكنولوجيا والتمدن والمعرفة بوتيرة متسارعة. وكان الأبرز في هذا التقدم هو احترام حرية الإنسان وسيادته على نفسه والحرص على حفظ حقوقه في مختلف المجالات، وتتطلب منا جميعاً شعوراً عالياً بالمسؤولية إزاء الحياة والمستقبل.
إن مشكلات تلوث البيئة والجفاف وتزايد التصحر باتت تهدد فعلاً الحياة على الكوكب. بينما تهديدات الحروب في أكثر من مكانٍ قد تؤدي إلى كوارث لا يمكن حصرها في ظل تفاقم التسلح الراهن.
إن مشكلات اتساع الفارق ما بين الغنى والفقر في العالم هي الأخرى تهدّد الحياة المشتركة وتضطر الملايين إلى الهجرات، وهذه الهجرات تزداد كلما اتسعت الفوارق ما بين البلدان في مجالات الرفاه والتقدم والحريات مع الشعور بالخطر وعدم الأمان.
أتفق معكم، فخامة الرئيس، في ما أكدتَ عليه قبل سنوات من أنه «يجب على أوروبا والعالم أن يكونوا موحَّدين للتغلب على أيّ شخص يريد أن يجرنا إلى عصر جديد من الإرهاب».
الإرهاب الذي واجهه بلدنا كان خطراً يهدد الجميع، في منطقتنا وفي العالم. وكان الجندي العراقي يقاتل عصابات الإرهاب، ويدافع عن شعبه ومدنه، وهو يدرك أنه يقاتل نيابة عن العالم كله. هكذا انتصرنا على الإرهاب بفعل شجاعة شعبنا وبدعم ومؤازرة أصدقائنا في المنطقة والعالم.
الآن الإرهابيون في أسوأ أحوالهم، مع هذا ما زالوا يشكلون خطراً على المجتمعات في مختلف البلدان.
من دون عمل دولي مشترك يساعد في اجتثاث الإرهاب وعوامل نموه وتغذيته وتمويله وتسليحه لا يمكن الاطمئنان.

ومن دون عملٍ مشترك لوضعِ الحلولِ السياسية والاقتصادية والثقافية للمشكلات العالقة لن نتمكنَ من تجفيف منابع الإرهاب.
كما تعلمون فخامتكم، فأن بلدينا الصديقين يتمتعان بعلاقات جيدة، وان ايطاليا كانت كشريك وصديق في اعادة اعمار العراق.
قامت ايطاليا بدعم مواقف العراق دولياً وبتدريب قواته المسلحة والمشاركة في محاربة الارهاب، ونقدر بأجلال تضحيات القوات الايطالية في العراق.
فخامة الرئيس.. السيدات والسادة المحترمين
تعمل الحكومة العراقية الآن في إطار التنمية الوطنية من خلال الاستثمار والمشاريع الستراتيجية وتقديم خدمات في مجالات كثيرة، كما تنفتح الحكومة على دول الجوار العراقي مع كثير من الدول الأخرى بما يساعد على التعاون والعمل المشترك على وفق المصالح المشتركة واحترام مصالح وخيارات الشعوب وسيادة البلدان.
العراق طرف وشريك داعم وفاعل من أجل تعزيز التفاهم والسلام والمصالح المشتركة بما يطوّر استقرار المنطقة ويعزّز فرص النمو والتقدم فيها.
في هذا السياق نأمل في أن تساعد هذه الزيارة على تعزيز علاقات الصداقة مع الجمهورية الايطالية.
نحن ندعم ونشجع مبادرات رؤوس الأموال والشركات من أجل الارتقاء بحركة الاستثمارات ما بين البلدين. نعتقد أن بلدنا مجال خصب للاستثمار، وهو في طور البناء بمختلف المجالات.
نثمن عالياً رغبة الحكومة الايطالية بتشريع قانون لحماية الاموال السيادية مما سيعزز التبادل التجاري بين بلدينا الصديقين، ونقترح إمكانية تشكيل مجلس اقتصادي عراقي ــ إيطالي يعزز دور رجال الأعمال في القطاع الخاص في البلدين بإقامة مشاريع مشتركة.
كما نأمل تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعاون على صعيد المنظمات الدولية.
بعد سنوات قليلة سنحتفل معاً بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين العراق وإيطاليا. وحتى نبلغ هذه الذكرى فإننا في العراق نطمح إلى التقدم أكثر في العلاقات ما بين البلدين الصديقين باتجاه ما يخدم المصالح المشتركة ويرسخ التعاون ويعزز الصداقة.
شكري الجزيل لكرم الدعوة.. امتناني لما لقيناه من استقبال وحفاوة واستعداد للتعاون.
تحياتي وتقديري لكم فخامة الرئيس، ومن خلالكم لشعب إيطاليا العظيم، ولحكومتها الصديقة.
والسلام عليكم”.
ورحب الرئيس الإيطالي، في كلمة له، برئيس الجمهورية والسيدة الأولى وأعضاء الوفد العراقي، مؤكدا رغبة بلاده بتعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الثنائي والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الرئيس مارتاريلا إلى أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية لإيطاليا تأتي تعبيرا عن للصداقة القوية بين شعبي العراق وإيطاليا وهو ما يدلل على الرغبة في المضي قدما في طريق التعاون المشترك، كما وصف التعاون بين البلدين في مجال الأمن بالثمين، مؤكدا ضرورة تعزيزه لترسيخ الاستقرار في المناطق المحررة ومكافحة التطرف.
وأشاد الرئيس الإيطالي بدور العراق الفعال في بناء شراكات إقليمية متينة ، مشيرا إلى مؤتمرات بغداد التي تعد أداة مهمة لتعزيز الحوار وتحقيق الاستقرار بين دول المنطقة، ومثمنا في هذا السياق مساهمة العراق في عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف الرئيس سيرجيو مارتاريلا أن العراق دولة ديمقراطية متنامية ذات اقتصاد سريع النمو وأغلب سكانه من الشباب الحريصين على ترك النزاعات وراءهم والمساهمة بقوة في تقدم بلادهم، إضافة إلى فتح آفاق الحوار والتفاهم المتبادل والاعتراف بالحقوق المجتمعات والحقوق الفردية الإنسانية، مبينا أن هذه القيم أساسية لمواجهة التحديات الكبيرة بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب بجميع إشكاله والوقوف بوجه التحديات الجديدة مثل إدارة ظواهر الهجرة وتغير المناخ.
وأكد مارتاريلا أن العمل سيتواصل لخلق مبادرات استشرافية وملموسة في جميع القطاعات ذات الاهتمام المشترك من التعاون في قطاع الطاقة إلى قطاعات البيئة والعدل والتعليم.
وتحدث الرئيس الإيطالي عن التعاون في مجال الآثار، مؤكدا أنه على مدى 60 عاماً عمل علماء الآثار العراقيين والإيطاليين معاً للحفاظ على مواقع ما بين النهرين القديمة ووضعوا لأنفسهم هدف الكشف عن تلك الجذور المشتركة بين جميع سكان أوروبا والشرق الأدنى والحفاظ عليها دليل على أصل مشترك وحصن ضد الأيديولوجيات الخلافية التي تهدف إلى جعلنا أعداء لبعضنا.  كما أشار إلى أن معرض الآشوريين الذي سيفتتح في بولونيا هو مناسبة يتم فيها إعادة القطع الأثرية الثمينة التي تعود لتلك الحضارة القديمة إلى الدولة العراقية.
وعبّر رئيس الجمهورية الإيطالية عن تقديره وشكره لموقف الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد الداعم والمساند عندما تعرضت مدن إميليا روامنيا للفيضانات.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار