السياسية

رئيس الجمهورية : موقف سماحة السيد مقتدى الصدر لوقفِ احداث العنف، هو موقفٌ مسؤول وشجاع وحريص على الوطن

أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، اليوم الثلاثاء، على أن موقف سماحة السيد مقتدى الصدر لوقفِ احداث العنف، هو موقفٌ مسؤول وشجاع وحريص على الوطن.

فيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية د. برهم صالح الى العراقيين حول الاحداث الأخيرة في البلد:

مؤلمٌ في الصميم ما طالعناهُ من دمٍ عراقي مهدور من الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية.. فدمُ ابناءنا غالٍ، ومشاهدُ الامس هزّت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزناً.

ان موقف سماحة السيد مقتدى الصدر لوقفِ احداث العنف، هو موقفٌ مسؤول وشجاع وحريص على الوطن

ونتقدم بجزيل الشكر والعرفان الى المخلصين من أبناء قواتنا المسلحة على تحلّيهم بالصبر والحكمة في التعامل مع الاحداث.

ان انتهاء احداث العنف والصدامات امر ضروري لحقن دماء العراقيين، لكنه لا يعني انتهاء الازمة السياسية المُستحكمة في البلد منذ أشهر.

ما شهدناه ليس ازمة آنية فحسب، بل ازمةٍ مُستحكمةٍ مرتبطةٍ بمنظومة الحكم وعجزها.

نحنُ بحاجةٍ الى اصلاحات جدية تُعالج مكامن الخلل البنيوي في منظومة الحكم التي تعرّضت للتشكيك من المواطنين، فلا يُمكن المراهنةُ أكثر على صبرِ شعبنا بالتطمينات ولا بالكلام، فالشعب مصدر السلطةِ، ولا شرعية لأي عملية سياسية لا تعمل على تحقيق متطلبات الناس.

ان الانتخابات الأخيرة لم تُحقق ما يأملهُ المواطن في الإصلاح الحقيقي، وواجهت الكثير من الإشكالات والتحديات، التأخير في تلبية التوقيتات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، وقضية استقالة الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات، وما لها من آثار سياسية واجتماعية.

ان الأغلبية الصامتة التي قاطعت الانتخابات والتي شكّلت أكثرُ من نصف الناخبين العراقيين هو جرس انذار وعقابٌ للأداء السياسي.

الانتخابات في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة ومسار سلمي يَضمنُ مشاركة واسعة للعراقيين في تحقيق تطلعاتهم في الاصلاح.

لقد آن الأوان لمصارحةٍ صادقة بين قوى الشعب.. فعاليات سياسية واجتماعية لتأسيس قاعدة رصينة وجديدة لاعادة بناء الدولة عبر نقاش حي يُشارك في صياغته الرأي العام الوطني.

لا مناص بعد اليوم من الشروع بإصلاحات حقيقية، وقطعاً لا منصب او موقع اهم من مصلحة الوطن، والاهم هو اصلاح الوضع جذرياً لوقف دوامة الازمات.

ان معركتنا جميعاً هي معركة بناء الدولة، وهذا البناء لن يتحقق من دون احترام مرجعية الدولة والقانون والمؤسسات.

ان استمرار الوضع الراهن سيُمكّن الفساد أكثر.. هذا السرطان الذي يهدد كيان الدولة، ويعرقل فرص تقدم بلدنا.

ان ضرب منابع الفساد واسترداد ما تم نهبه وتهريبه هي معركة وطنية لن يصلح وضع البلد دون الانتصار فيها، وهذا يكون عبر تشريعات وقرارات إصلاحية قاسية.

ان الازمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان باتت غير مقبولة، واوصلتنا لهذه اللحظة المفصلية حيث نواجه تبعاتها اليوم بسبب المماطلة والترحيل للمشاكل.

يجب إطلاق حوار يأخذ في الاعتبار مصالح جميع المواطنين ولا يزج قوتهم وارزاقهم في الخلافات السياسية.

ادعو الاخوة في الإطار التنسيقي الى التواصل مع الاخ سماحة السيد الصدر، والخروج بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المُبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة وبما يؤمن الاستقرار والتفاهم الوطني.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار