السياسية

إليكم النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني التي ألقاها اليوم

النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني التي ألقاها اليوم السبت أمام قمة القاهرة للسلام 2023
•••••

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

فخامةَ الأخِ الرئيسِ عبد الفتاح السيسي رئيسَ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ المحترم

السادةُ ملوكَ ورؤساءَ وممثلي الدولِ الشقيقةِ والصديقة

الحضورُ الكريم

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته

أتقدّمُ إلى الشقيقةِ مصر، بالعرفانِ والتقدير، لدعوتِها إلى هذا الاجتماعِ في ظرفٍ عصيبٍ شديدِ الوطأة، يتعرضُ فيه الشعبُ الفلسطيني الصابرُ المُحتسبُ إلى عمليةِ إبادةٍ جماعيةٍ باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنيةِ والكنائسِ والمستشفيات، كان أبرزُها مجزرةَ مستشفى المعمدانية، التي أظهرَ فيها الاحتلالُ الصهيوني وجههُ الحقيقيَّ ونواياهُ التي تجاوزت كلَّ الخطوطِ الحمراء.

إنها جريمةُ حربٍ مُكتملةُ الأركان، بدأت بقتلِ العُزلِ وفرضِ حصارٍ خانقٍ على ما تبقى من الأحياءِ منهم، إنه لمنَ الصعبِ حقاً أن نصوّرَ بالكلمات، ما يحدثُ يومياً من أعمالٍ فظيعةٍ لا تنقطعُ ومذابحَ لا تتوقف، ودفنٍ للأبرياءِ تحتَ أنقاضِ منازلِهم على أرضِ نزوحِهم الأوّلِ أيامَ نكبةِ عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين،

إن غزةَ اليومَ تشكلُ امتحاناً جديداً للنظامِ العالميِّ، الذي فشلَ مراتٍ عدةٍ في تطبيقِ ما ينادي بهِ من قيمِ الإنسانيةِ والعدلِ والحرية، وكانت ومازالت فلسطينُ شاهداً حياً على هذا الفشل.

الحضورُ الكريم.
أيها السادة

ألمْ يحنِ الوقتُ لوضعِ حدٍّ لهذا الاحتلالِ البغيض؟ أما آن لنا وقفُ معاناةِ هذا الشعبِ المكافحِ الصامد؟ الذي يصفه بعض الأصدقاء في كلماتهم بأن أعماله إرهابية! بينما الجرائم المدمرة الممنهجة للاحتلال الصهيوني هي دفاع عن النفس! على وفق القانون الدولي.

متى نقر بأنَّ الظلمَ لا ينتجُ سلاماً مستداماً، وألّا سبيلَ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ وإنهاءِ العنفِ إلا بإزالةِ أسبابه، وفي مقدمتِها الاحتلالُ وسياساتُ التمييزِ العنصري.

إنَّ الكيانَ الصهيونيَّ اليومَ مستمرٌ في خرقِ القوانينِ بما فيها قوانينُ الحرب، وهو ما سيؤثرُ في الأمنِ الدولي واستدامتِه، وقد يمتدُّ الصراعُ إقليمياً بما يهددُ إمداداتِ الطاقةِ إلى الأسواقِ العالمية، ويُضيفُ إلى أعباءِ الأزماتِ الاقتصاديةِ العالميةِ عبئاً آخر، ويفتحُ البابَ على صراعاتٍ أعمقَ وأوسع.

كما إنهُ مستمرٌ في خرقِ اتفاقيةِ جنيف الثالثةِ الخاصةِ بأسرى الحروب، والاتفاقيةِ الرابعةِ التي توفرُ الحمايةَ للمدنيين في الأراضي المحتلة، إلى جانبِ خرقه للعهدِ الدوليِّ الخاصِّ بالحقوقِ المدنيةِ والإعلانِ العالمي لحقوقِ الأنسان، وأكثرَ من ثمانيةٍ وسبعينَ قراراً لمجلسِ الأمنِ متعلّقاً بالقضيةِ الفلسطينية.

نخاطبُ الضمائرَ والعقول، ونقول: إن القضيةَ الفلسطينيةَ ما كانت لتصلَ إلى هذه الأوضاعِ المأساوية، لو أنّ القراراتِ الدوليةَ جرى احترامُها، ولو أنّ الهيئاتِ الدوليةَ تولّت مسؤولياتِها، واستمعت إلى شعبٌ لا يطلبُ سوى منحهِ حقوقَهُ المشروعةَ في تقريرِ المصيرِ والاستقلالِ والسيادة.

السيدات والسادة

إنّ العراقَ يرفضُ بشدةٍ محاولاتِ إفراغِ قطاعِ غزةَ من أهلِه، ولا مجالَ أبداً للحديثِ عن إعادةِ التوطين، أو خلقِ معسكراتٍ للّجوء، أو غيرِ ذلك من دعواتٍ عفا عليها الزمنُ وليس من مكانٍ للفلسطينيين إلّا أرضَهم.

كما نشددُ على ضرورةِ الوقفِ الفوري لإطلاقِ النار، وفتحِ المعابرِ الحدوديةِ والسماحِ بدخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ وموادِّ الإغاثةِ، ومن ثَمَّ العملُ بعد ذلك على ضمانِ تبادلٍ آمنٍ وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين.

إذا أردنا للمأساةِ ألّا تتكررَ يجبُ أنْ تُبذلَ الجهودُ من أجلِ رفعِ الحصار، بشكلٍ كامل، عن قطاعِ غزة، وإلى جانبِ ذلك ندعو إلى إنشاءِ صندوقٍ لدعمِ وإعمارِ القطاع، ونحن في العراق، لنْ نتأخرَ عن تقديمِ أيةِ مساعدةٍ ممكنة.

وقبلَ كلِّ شيء، فإنّنا نشيرُ إلى أهميةِ وقفِ تذويبِ القضيةِ الفلسطينيةِ ومحاولةِ دفنِها، وإنهُ ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالحَ وأنْ يتنازلَ أو أنْ يتبرّعَ نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرضِ والقضية.

إنّ الشرعيةَ الدولية، ومعها كلُّ الشعوبِ الحرةِ التي تؤمنُ بالعدلِ والإنسانيةِ على امتدادِ الأرض، تنادي ولا زالت بدولةٍ فلسطينيةٍ عاصمتُها القدس، دولةٍ لا تمزّقُها المستوطنات، أو تذلُّها المعابرُ وسياساتُ التجويع.

وعلينا أن ندركَ جميعا أنّ الاستمرارَ بتجاهلِ الحقوقِ المشروعةِ للشعبِ الفلسطيني لا يُنتجُ إلّا المزيدَ من العنفِ والتطرف، وكذلك المزيدُ من عدمِ الاستقرارِ في المنطقةِ والعالم.

الرحمةُ والرضوانُ والقبولُ لشهداءِ غزة، وكلِّ شهداءِ القضيةِ الفلسطينيةِ على امتدادِ الزمن.

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

•••••
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء
21- تشرين الاول-2023

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار