الامنية

تقرير أميركي يكشف عدد أفراد داعش في العراق بعد اندحار التنظيم

ذكر تقرير لموقع (VOA) الأميركي ان كلا من الولايات المتحدة والعراق يأملان باتخاذ خطوات جوهرية مهمة لتوسيع شراكتهما من تلك التي ركزت تركيزا كاملا تقريبا على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي فقط، الى شراكة متكاملة، وصفها بعض المسؤولين الاميركان بانها ستكون انتقالة بمعدل 360 درجة إلى التحالف الحكومي.
  
 
والتقى مسؤولو دفاع ودبلوماسيون من كلا البلدين في البنتاغون الاثنين للبدء بمباحثات لمدة يومين، حول تعاون امني مشترك، تعقد في واشنطن هذا الأسبوع بين وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، ووزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي، وسيسعى الحوار لبلورة رؤية حول مستقبل العلاقة الأمنية بين العراق والولايات المتحدة.
 
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعلن في تموز 2021 خلال اجتماع حوار ستراتيجي مشترك مع وفد عراقي برئاسة رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، عن انتهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق وانسحاب أية قوة قتالية متواجدة في البلد بحلول نهاية ذلك العام. اما اليوم فان التواجد العسكري الأميركي مقتصر إلى حد كبير على دور تقديم المشورة في غرف عمليات عسكرية تديرها القوات العراقية.
 
وقال اوستن لنظيره العباسي “نحن نقر بان مهمتنا العسكرية ستشهد تغييرا في الوقت الذي تشهد قواتكم بناء قدراتها، مباحثاتنا ستكون جزءا من الخطوة التالية في شراكتنا الدفاعية الستراتيجية”.
 
ومن جانبه قال العباسي “في الوقت الذي يعتبر من المهم جدا الحفاظ على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والأميركية، فانه من المهم أيضا الان تعزيز العلاقات والمضي قدما بالتعاون بيننا وبين الولايات المتحدة.”
 
وأضاف العباسي قائلا “نحن متحمسون جدا ولن نغادر واشنطن بدون تحقيق نجاح”.
 
ويتواجد حاليا ما يقارب من 2,500 جندي اميركي في العراق تقتصر مهامهم على المشورة ومساعدة القوات العراقية وهي تلاحق وتطارد ما تبقى من خلايا تنظيم داعش.
 
مسؤولون اميركان يقولون ان هذه الترتيبات، بجانب تولي القوات العراقية زمام الأمور منذ كانون الأول 2012، قد اثبتت نجاحها. وتظهر التقديرات الأميركية تقلص تعداد مسلحي داعش في العراق الى اقل من 1000 مسلح، وكذلك قيادة التنظيم في العراق تواجه نفس المصير باندحار كوادرها على نحو مستمر على يد القوات العراقية.
 
ويقول المسؤولون الاميركان ان ثمرة ذلك كانت تقلص هجمات داعش في العراق لحد الان خلال هذا العام بنسبة 64%. وان الهجمات التي وقعت كانت على نطاق ضيق واقل دموية.
نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، قالت خلال مؤتمر صحفي قبيل مباحثات الاثنين “أعتقد انه من المنصف القول انه خلال العقود القادمة في المستقبل فإن تواجد القوات الأميركية في العراق لن يكون على حاله الذي نعيشه اليوم”.
ولكن الشكل الذي سيكون عليه التواجد الأميركي في العراق بالضبط هو ما سيتم تحديده لاحقا. ولكن النجاح المتواصل ضد تنظيم داعش يهيئ الطريق لمناقشات قد تكون فيها علاقة واشنطن مع العراق تبدو على نحو كبير كبقية علاقات الولايات المتحدة بالمنطقة.
 
وقالت سترول “نحن مهتمون بإقامة علاقة دفاع مستمرة ضمن شراكة ستراتيجية، أي ليست علاقة مقتصرة على الدفاع فقط. سنشهد شراكة ستراتيجية حكومية شاملة على مدى سنوات وسنوات عديدة قادمة”.
 
ويقول مسؤولون في الخارجية الأميركية ان هذه الشراكة تشمل التركيز اكثر على الجانب الاقتصادي العراقي، مشيرين الى ان فروعا من سلسلة مطاعم ومعجنات أميركية قد تم افتتاحها في بغداد مثل، سينابون وبيرغر كينغ.
 
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية، طالبا عدم ذكر اسمه “هذا مثال قوي جدا ويرمز الى ان العراقيين يرغبون بالمنتجات الأميركية، ويريدون نشاطا تجاريا أميركيا في بلدهم حتى لو كان ذلك من خلال منح وكالة او امتياز. نود الاستمرار بتوسيع نشاطنا في مجال الطاقة، وخصوصا مساعدة العراقيين في بناء اكتفائهم الذاتي في قطاع الطاقة. وهناك تركيز على إيجاد سبل لمواصلة تشغيل الشباب العراقيين”.
 
ويقول مسؤولون اميركان إنهم تشجعوا بالتقدم الذي يحرزه العراق في محاربة الفساد، مشيرين الى حصول بعض التحسينات خصوصا في قطاع الصيرفة.
 
مع ذلك فان التركيز القوي من المتوقع ان يبقى على التعاون في جانب الدفاع، آخذين بنظر الاعتبار التهديد المستمر لداعش رغم كونه ضيق النطاق نسبيا.
 
قائد قوات التحالف الدولي الجنرال، ماثيو ماكفارلين، قال “انا ما زلت اعتقد بان عودة ظهور داعش هو خطر كبير. وان فكرهم ما يزال موجودا، وما يزال التنظيم يشكل تهديدا في سعيه لإعادة بناء قدرته وامكانيته لتنفيذ هجمات، ويظهر من جديد كتهديد كبير للناس”.
 
وبينما تمكنت القوات العراقية من الإبقاء على وتيرة مستمرة من العمليات العسكرية ضد داعش، فان مسؤولين عسكريين اميركان ما يزالون يرون مجالات تحتاج الى ان يتم تعزيزها، مثل استخدام طائرات مسيرة وطائرات استطلاع للمساعدة في تحديد اهداف داعش وازالتها.
 
وقال الجنرال ماكفارلين “نحن في الواقع نعمل معهم الان لتحسين المنصات التي لديهم وادخالها في العمليات”.
 
من جانب آخر اثار تقرير للمفتش العام للبنتاغون نشر في مستهل هذا الشهر مخاوف متعلقة بقوات النخبة لجهاز مكافحة الإرهاب، مشيرا الى انه “لم يتم جلب متطوعين جدد للجهاز منذ تشرين الثاني عام 2018”.
 
ويقول مسؤولون اميركان بان ما يزال هناك عمل يجب ان يُنجز لإعداد وتهيئة قوات عراقية تتولى مهمة قضايا امنية خارج نطاق تنظيم داعش ومكافحة الارهاب.
 
ويحيط مسؤولون اميركان أيضا علما بان هناك تنافسا من بلدان أخرى ترغب بزيادة تعاونها الأمني مع العراق، مثل الصين وروسيا وتركيا.
 
وتقول، سترول، بهذا الخصوص “لهذا السبب ان هذا الحوار حيوي جدا. علينا ان نعمل مع العراقيين وفقا لصورة شاملة تتخللها جميع هذه الأمور الأمنية والدفاعية، بالإضافة الى نظرتهم بخصوص قدراتهم”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار