الاقتصادية

أسهم التقنية الأميركية تكسب 1.9 تريليون دولار في شهور

صعدت أسهم التقنية الأميركية بمعدلات كبيرة في النصف الأول من العام الجاري، مستفيدة من تكالب المستثمرين على شراء أصول شركات الذكاء الصناعي، إذ أدى ذلك إلى ارتفاع الأسهم الأميركية خلال النصف الأول من العام، وكسب تبعاً لذلك المؤشر الرئيسي لقياس سوق وول ستريت S&P 500 نسبة 13%، كما هبط مقياس تقلب السوق إلى أعماق لم نشهدها منذ ما قبل بداية جائحة Covid-19.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أمس الثلاثاء، انخفض مؤشر اضطراب السوق أو مؤشر مخاوف المستثمرين “فيكس” إلى حوالي 14 نقطة، بالقرب من أدنى مستوياته منذ فبراير/ شباط 2020. وهو مؤشر يتتبع أسعار الخيارات المستخدمة غالباً للتحوط ضد تراجعات سوق الأسهم.

وأدى ازدهار أسهم شركات الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع مذهل في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث ارتفعت القيمة السوقية لقطاع تكنولوجيا المعلومات بنحو 1.9 تريليون دولار منذ بداية العام إلى أكثر من 10 تريليونات دولار، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف نمو السوق هذا العام، وفقاً لبيانات السوق من “داو جونز”.

وامتدت الرهانات على الخيارات في الارتفاع الذي تقوده التكنولوجيا أيضاً إلى زوايا أخرى من السوق، مثل أسهم الشركات الصغيرة.

وحسب “وول ستريت” بدأت الأسهم في التحرك بخطى ثابتة بسوق الخيارات خلال الشهور الماضية.

وساعدت مرونة الاقتصاد في تهدئة المخاوف بشأن الركود الاقتصادي الذي ساد معظم شهور العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع ثابت للمؤشرات الرئيسية. وبدلاً من القلق بشأن التضخم والبيانات الاقتصادية الأخرى، حوّل المستثمرون تركيزهم إلى الشركات الفردية.

وعلى سبيل المثال، أدت بيانات التضخم الشهرية، المعروفة بإطلاق الألعاب النارية في سوق الأسهم العام الماضي، إلى ردود فعل فاترة نسبياً في الأشهر الأخيرة. كذلك كانت بيانات الوظائف أقوى من المتوقع.

وقد ترك هذا لدى العديد من المستثمرين المزيد من التفاؤل بشأن الاقتصاد والأسواق. في هذا الصدد قال رئيس الخيارات في شركة بايبر ساندلر، داني كيرش: “إن السوق تبدو تقريباً أفضل للمستثمرين”.

وأظهرت أبحاث مصرف دويتشه بنك أنه قد مرّ الآن أكثر من ثلاثة أشهر منذ تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 3% على الأقل، وهو واحد من أطول امتدادات التراجع منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان متوسط الحركة الأسبوعية للمؤشر القياسي أقل من واحد في المائة. ويقول محللون إن الديناميكيات التقنية في سوق الأسهم والخيارات دفعت التقلب في مؤشر فيكس إلى الانخفاض.

ويرى محللون أن سوق المال الأميركية قد تتأثر في تحركاتها اليومية أيضاً باستراتيجية لتوليد الدخل، حيث يقوم المستثمرون ببيع عقود الصفقات المستقبلية بشكل كبير في سوق الخيارات مع منح المشترين الحق في شراء الأسهم بسعر محدد وفي تاريخ محدد.

وفي حين ظلت الصورة الاقتصادية متفائلة على الرغم من موجة رفع أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياط الفيدرالي، يقول بعض المحللين إن سياسة الفيدرالي لم تضغط بعد على الاقتصاد كما كانت التوقعات السابقة.

كما أنّ المستثمرين في سوق وول ستريت سيأخذون في الاعتبار توجهات معدلات التضخم في النصف الثاني من العام وعما إذا كانت التراجع في أسعار السلع الاستهلاكية سيستمر.

ويقول محللون إن مستقبل أسعار الفائدة الحقيقية سيكون من بين موجهات المستثمرين في سوق السندات الأميركية. ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت أسعار الفائدة على الدولار ستظل على مستوياتها الحالية خلال ما تبقى من العام الجاري.

ولكن من المؤكد أن الاضطرابات الجيوسياسية بسبب تمرد فاغنر ستدفع المستثمرين إلى شراء الأصول الدولارية والتحوط من السوق الصيني والأسواق المرتبطة بمستقبل الاستقرار في روسيا.

والمستثمرون في العادة أكثر حساسية لبيانات الاقتصاد الكلي والاضطرابات الجيوسياسية، بخاصة توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، ومسار الحرب الروسية في أوكرانيا، وتداعيات التمرد على احتمالات التسوية السلمية في الحرب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار