مقالات

الذكرى الجميلة

بقلم /مجاهد منعثر منشد
عِبرة وعِظة وتوبة, درة فخر تتلألأ , ناي نشدو به، وسفينة أحلام نركبها لنبحر ببارقة أمل على استعادتها في المستقبل من أيامنا .
قد يكون بينها شجن يثير فينا الحزن وبين ثناياه هيئة وجع ,إلا أن ذلك يذوب كالأحجار في الأحماض , لكن تبقى كل لحظة في قلوبنا وأرواحنا.
نتذكر نقطة البداية من برود العواطف ثم انصهارها مع مظاهر الكبرياء, ونعيش صراعا مليئا بالحنين والرقة , لتكون حقيقة لا تنتهي أبداً مهما مرت سنوات أو واجهت العلاقة ظروفًا قاسية.
ونعود لنقيم أنفسنا ونتساءل: هل تجاوزنا المصاعب والعقبات والمآسي؟
نتأمل الأحداث فيخرج المحفور بداخلنا ونتلذذ بصورها كطعم الشهد باللسان . ونتوقف هنيهة؛ لندفع منها ما يحزننا, لكننا نمسك جاهدين بخيط القدرة على البكاء لتخرج الدموع على استحياء.
تأتينا محاولة استرجاعها بلا سبب , لعل طول الفراق هو من يرسم لوحة غيابها عنا !
وربما وسط همومنا وأفكارنا البالية ومشاكلنا تأتي كنسمة هواء باردة لتطفئ نار المعاناة في حياتنا .
وحتى لا أكون مجحفا فالذكرى الجميلة تمسح الأفكار الحزينة , وكأنك كما تعجب بفتاة تتناسى كل عيوبها , وهكذا ستنضم لركب العائدين إليها رغم أنفك .
كيف ننسى من كانوا أقرب الناس إلى قلوبنا؟
وكلما شارقت شمسنا على المغيب وأزداد الابتعاد تشعر بقيمة الذكرى الجميلة الماضية التي لاتزال تنبض بالحياة في اعماقنا .
مشاعر واحاسيس حكمنا عليها بالحبس في صدورنا حتى باتت الأشواق واضحة فيما خطت أناملنا .
نفتش بدفاتر التفكير عن ذاك اللقاء فنلخص من بين ثنايا الصفحات , سماع صدى ضحكاتنا, المقاعد التي تحوي دفء حكاياتنا, كيف مسحنا دموع الاحزان من دروبنا , فمهما طال الزمان سنتذكر الجحود و النكران , مهما شعرنا بالألم أو القهر .
ستظل ذكرياتنا نورا نستضيء به في العتمة من بقايا أيامنا, لنوقف زلازل تحطّم نفوسنا, هي محفورة في مفكرة الذاكرة لا ننساها ابدا .
قد تشغلنا زحمة الحياة وتقودنا الظروف بعيدا,إلا أن الأرواح تتعلق ببعضها , فلا نندم على ما عشنا منها , كزهرة جفت وفقدت عبيرها فتحولت أشواك , لكننا لا ننسى أنها في يوم من الأيام منحتنا عطرا أسعدنا.
لعله نقول شربنا القذى بكأس دهاق, وذقنا بعد اللقاءات مر المذاق , وأنقلب ربيعنا خريفا سقطت من أشجاره الأوراق , فالدواهي الأدهى حقيقة حكم الفراق . وهذا ما لا يراق , فتأتينا الكلمات الرقاق , ومعناها يعم الأفاق .
رضينا بالقضاء وحكم الاستقصاء وتحملنا صعوبة الإرضاء, ونتمسك بالأصدقاء الأوفياء, وندعو بالخير لمن تحمل العناء. يرزقه المولى قضاء حاجته من الأشياء , وأرفع كفي بالدعاء: ياعظيم الرجاء حطم الغيمة السوداء و لا تحرمني جنة اللقاء.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
السيد الحكيم : الرضا الشعبي ناتج عن رؤية الحكومة ومشاريعها الخدمية والتنموية التي بدأ المواطن يتلمس... السوداني يوجه بالإزالة السريعة لكلِّ التجاوزات أمام مشروع (جسر غزّة) على نهر دجلة والمجسر الكونكريتي مجلس النواب يُصوت ويناقش على عدد من القوانين بالوثيقة.. إدارة مهرجان عشتار تمنع دخول 'البلوكرات والفاشنستات' مشعان الجبوري: النائب سالم العيساوي سيحصل من الجولة الاولى على الاغلبية التي تؤهله ليكون رئيساً لمجل... بحضور ممثل وزير الشباب والرياضة .. انطلاق بطولة تصفيات غرب آسيا بتنس الطاولة المؤهلة لأولمبياد باريس... بعد طلب من الانتربول.. تفاصيل تسليم أحد مهربي البشر بالاقليم الى السلطات الأوربية- عاجل وزير النقل يستعرض تفاصيل مشروعي طريق التنمية وميناء الفاو الكبير في ندوة حوارية ثنائي إنجليزي يتصارع على ضم امرابط عقب انعقاد مؤتمر منظمة التربية والثقافة والعلوم... وزير التربية يتبادل الرؤى المستقبلية للعلاقات مع ...