الثقافية

جلد الذّات

بغداد: شذى رحيم الصبيحي

حقيقةً عند سماعك أو قراءتك لهذه العبارة؛ لربّما تعود بك لمرحلةٍ ما من عمرك، تِلك التّي أوشكت فيها على فقد ذاتك لا جلدها وحسب، فالنّفس البشريّة بطبيعة الحال؛ ميّالةٌ جدّا للتدقيقِ في التّفاصيل- هذا إن لم تكن مُختلفًا واِستطعت كبتها –
وتدقيقٌ وراء آخر، ستغوص في أشياءٍ أخرى لربما أنتَ في غنى عنها ولا حاجة لك بها… وهذا ما يؤدّي بك إلى جلد ذاتك ولومها باِستمرار، وجعل نفسك محطّة يأسٍ ثابتةٍ لا تتزحزحُ البتّة.
– ما هو جلد الذّات في علم النّفس؟
هو بمثابة المثبط للسعادة والشّعور بالرضا، ناتج عن كونِ الشّخص يدّعي المثاليّة( أو في مجتمعٍ يدّعيها)، ولاحظ معي أنّ جلد الذّات لا يمتّ بصلةٍ لتأنيبها؛ فالأول سلبيّ بحت، والثاني إيجابيّ دليل وعي؛ ومن أسبابه الفراغ، أو الهروب من الفشل وعدم القدرة على مواجهة الحقيقة، أو الانتماء إلى محيطٍ سلبيّ لا وجود للأمل فيه، ومن الممكن أسباب أثّرت في الشخص منذ الطفولة؛ جعلته عديم الثقة في النفس.
لربما المواقف المحرجةُ باِستمرارٍ وسوء فهم الآخرين لذلك الشّخص؛ يدفعه مرارًا للظنّ بأنه قد أخطأ في شيءٍ ما؟ وقد يدفعه شعوره ذاك إلى الشّعور بأنه يستحقّ الأسوء، وأنّ آراءه لا تهمّ ولا تغيّر شيئًا.
إن لم يُصاحب الجلدَ اِكتئابٌ حادّ؛ فهذا يعني أنّ الأمر ما زال تحت السّيطرة، ويمكن التّخلّص منه ببعض الإجراءات الصحيّة النّفسية، فأوّلًا تصالح مع أخطائكَ واِعتبرها شيئًا طبيعيًّا؛ كون النّفس أمّارة بالسّوء بطبيعة حالها، قم بحصر الأشياء الجيّدة فيك.. حتّى وإن كنت تراها عاديّة؛ هي عند أحدٍ ما أجمل ما فيك.
فالماضي ماضٍ، ولا يمكننا تغيير شيءٍ منه، وكلّ سوءٍ أو زلّة اِرتكبتها؛ كانت سببًا في جعلكَ شخصًا أفضل ممّا سبق… لا داعٍ لِلومِ نفسك، لأنّ ما تلومها عليه لم يكن سيئًا لهذا الحدّ صدّقني.أخيرًا سِر في الحياة واصنع مجدًا تليدًا وعش شامخًا طموحًا واصنع من الألم أملًا وانتزع من الظلام قبسًا وحرر قيود الإبداع وانِر طاقات التفاؤل وكن ذاتــًا يُقتدى بها وقائدًا للمعالي سيرهُ لٱ يقف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار