الثقافية

الصحافة … ثقافة أم سخافة؟!!

قيس النجم
هناك مَنْ يقول أن الصحف باتت كأسوار نامت على حدود الأرض، وقد أكلها الصدأ ملتحفة بأحلام بائسة على قارعة الطريق، وبما أن الجميع يريد ثورة إصلاحية في مختلف المجالات، كان لابد من الذهاب الى تلك الحدود وإيقاظ الكلمات الحرة، فمَنْ قال أن الصحافة سخافة جعل من مشاهد العراء، والسهرات، والمحسوبية، والسمسرة، مبدأ تسير عليه صحافتنا، وهذا غير صحيح رغم وجود من امثال هؤلاء الشرذمة!
الصحافة وإبداعها لا يكمن في خدشها للحياء والأخلاق، وهذه ليست بالحرية المنشودة، فبعض صعاليك الصحافة اليوم يعشقون صوت الإستبداد، وأصبحت الثقافة مجرد مهنة لأعلامي فاسد، او انهازي، أو مبتز، وليست كما توصف الصحافة بأنها صاحبة الجلالة (السيدة أو الأم)
هل يعقل أن الصحافة تعيش لحظاتها الأخير ما بين جنون العظمة، بمجرد الظهور في الوسائل الاعلامية بغض النظر عن توجهاتها الأيدولوجية، وبين هوس السلطة ومغرياتها بمجرد حضور بعضهم المنتديات والملتقيات التي لا تغني من جوع؟
أيها الإخوة والأخوات إنها الفوضى الخلاقة التي أخذت الصحافة في زاوية قذرة، وعليه فثقافتك أيها المثقف في خطر، لأنك بحاجة الى الدعاية والترويج بعيداً عن كرامتك المهدورة، ولست هنا بصدد التعميم فأنا ضده تماماً.
عمليات العزم الثقافي المتأصل في نفوس بعض الإعلاميين الذين يرومون السفر الى الآخرة دونما تنازل عن المبادئ، هي في الأصل مواجهات ثقافية ملحمية، لأنها تحارب سخافة السلطة الرابعة بألاعيبها وأساليبها الرخيصة، في محافل اللهو وتجمعات الليالي الحمراء، التي تتقافز فيها أجساد بعض المحسوبات على الوسط الإعلامي، ومَنْ يتخذ الثقافة بنزعتها الإنتهازية بحجة إستراحة بعض المحاربين، فهذا يعني أنه وصل للحضيض ولن يجد نفسه في قلب المجتمع وقضاياه، ولن يستطيع تعديل صورته، لأن مدعي الدفاع عن حرية الصحافة سيسقط قناعه وسيفشل لا محالة.
أما على الجانب من حدود الصحافة، فالشرفاء يجدون أنفسهم ملزمين بمواجهة التحديات، وإن كثر الأعداء والإستعداد للإجابة وزرع بذور الأمل، وبتجرد كبير لا يفقده خيوط الثقافة، ولا الإنجرار وراء سخافات البعض التي باتت مخيبة للآمال,
ختاماً: قدسية صاحبة الجلالة تتأتى من حقيقة ممارسة الحرية المقيدة والكلمة المسؤولة، التي تنسجم وطريق الإصلاح دون خدش لمقتنيات المجتمع المعنوية، ودون النظر الى الدين، والمذهب، والعقيدة، والعرق، والطائفة، فكلها كلمات هجينة ومقززة لا نريدها ان تكون متصدرة المشهد من أجل الشهرة، وأعيدوا للصحافة ثقافتها قبل أن تغزوها سخافتها!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار