استراتيجية الحرب الباردة في مفهوم السياسية
محمد فاضل الخفاجي :-
تعتبر إستراتيجية الحرب الباردة في مفهوم السياسة، نهج استراتيجي يتم تبنيه بين الدول أو الأحزاب السياسية للتعامل بحذر مع العلاقات الدبلوماسية والسياسية دون أن تتطور إلى صراعات مباشرة أو حروب عسكرية. حيث تتميز هذه الاستراتيجية بعدم القيام بأفعال عدوانية أو تنفيذ مبادرات سياسية مكشوفة ضد الأطراف المعارضة، بل تتبع العديد من التدابير البديلة مثل “الدعم المالي والعسكري” للأطراف الصديقة، والاستخدام الفاعل للدبلوماسية والتفاوض لحماية المصالح الوطنية.
تتطلب استراتيجية الحرب الباردة ثقافة الحذر والتوازن السياسي المستمر. على سبيل المثال، يمكن أن تقوم دولة بتوسيع تحالفاتها العسكرية والاقتصادية لمواجهة تهديدات محتملة، وتعزيز قدراتها الدفاعية، دون أن تقوم بأعمال عدائية مباشرة. كما يمكن أن تواجه دولة المنافسين السياسيين بقوة اقتصادية من خلال تقديم مساعدة إنمائية للأطراف الصديقة، وبذلك تعزز نفوذها بدلاً من التصعيد العسكري.
وباستخدام هذه الاستراتيجية، يمكن للدول أو الأحزاب السياسية المنافسة في ميدان السياسة تقليل خطر التصعيد والتوتر العسكري، وبالتالي تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية دون التورط في صراعات عسكرية. يستخدم هذا النهج بشكل خاص في العلاقات بين الدول الكبرى التي تتباين في القوة والتأثير العالمي، حيث يمكن أن يتم تحقيق التفاوض وحل النزاعات بطرق سلمية من خلال استخدام حوار الدول والمفاوضات المكشوفة أو المجهولة. الغايات الأساسية لاستراتيجية الحرب الباردة هي الحفاظ على الأمن الوطني والمصالح الاقتصادية دون التورط في صراعات عسكرية ذات تداعيات وخيمة.
