العربي والدولي

إيران تواصل فرض هيمنتها على سوريا بزيارة استثنائية لرئيسها للقاء الأسد

وصل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، صباح اليوم الأربعاء 3 مايو/أيار، العاصمة السورية “دمشق”، في زيارة هي الأولى له إلى سوريا برفقة عدد من المسؤولين بينهم وزيرا الدفاع والخارجية، لتثير تساؤلات حول الدور الذي سيلعبه التدخل الإيراني في سوريا في المرحلة المقبلة، خصوصًا وأن البلاد العربية وحتى تركيا تحاول فك العزلة الدولية عن النظام السوري بقيادة بشار الأسد، الأمر الذي يتعارض مع سياسات إيران وخططها في المنطقة.
ومن المقرر أن تستمر زيارة “رئيسي” لمدة يومين، يرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير، وسيجري مع رأس النظام السوري بشار الأسد مباحثات سياسية واقتصادية موسّعة، يليها توقيع عدد من الاتفاقيات.
وبحسب وكالة أنباء النظام “سانا”، فإن الوفد الوزاري المرافق ضم: “حسين أمير عبد اللهيان، وزير الشؤون الخارجية”، ومهرداد بذرباش، وزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة)، بالإضافة إلى وزير الدفاع “محمد رضا، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور، ورئيس مكتب رئيس الجمهورية “غلام حسين إسماعيلي أمين”، وممثل عن مجلس الشورى الإسلامي “عباس كلرو”، و”محمدي جمشيدي” معاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية.
ووصف “أكبري” وقتها أن زيارة “رئيسي” إلى دمشق بأنها “زيارة بالغة الأهمية نظرا للتغيرات والتطورات التي تحدث في المنطقة، ولها تأثيرات على الصعيد الاقليمي وكذلك خارج المنطقة، كما ستسهم في تطوير العلاقات بين ايران وسوريا في كافة المجالات”.
ومنذ بداية الأزمة السورية عملت إيران على توظيف العلاقات الأيديولوجية من جهة ورفع شعارات نصرة المستضعفين من جهة أخرى في إطار مشروعها نحو فرض هيمنتها على الدول الضعيفة كسوريا. واعتاد النظام الإيراني استخدام الشعارات على النحو الذي يجعل التدخل في أزمات الدول المجاورة له وكأنها لتقديم المنافع إلى الحلفاء، في حين أن كل الدول التي تدخلت إيران في أزماتها اتسمت بطول أمد الصراع من جهة، واستخدام تلك الدول كساحات لترسيخ النفوذ الإيراني من جهة أخرى، وهو ما يتضح بشكل جليّ في الحالة السورية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا، هدفها الأول والرئيسي عرقلة المباحثات التركية – السورية التي تتم برعاية روسية، فموسكو من جهتها تحاول فك العزلة عن الشعب السوري، وحلحلة الازمة الإقتصادية والسياسية التي يعاني منها السوريون، ولكن تواجه عراقيل بشكل مستمر من قبل الإيرانيين، كونهم لن يستطيعوا استغلال حالة الازمة في البلاد لضرب أعدائهم الإسرائيليين والأمريكيين من الأراضي السورية، والاحتماء بالمدنيين من البطش والقصف الذي يصحب ذلك.
كما أن الصلح العربي – السوري، والتركي – السوري، يحد من المكاسب الاقتصادية التي تحاول إيران جنيها من سوريا، ففي مقابل الدعم المستمر للأسد تتوقع إيران دوراً أكبر في إعمار البلد. وفي هذا الصدد، النظام السوري كان قد منح بالفعل الشركات التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني العقود المتعلقة بإعادة إعمار الكهرباء ومحطات الطاقة وخطوط النقل، كما منحت شركة الاتصالات الإيرانية TCI)) الحق في بناء شبكة الهاتف المحمول في سوريا، كما أنها استطاعت اقتطاع أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، التي طالبت بها طهران كتعويض عن دعمها للأسد خلال سنوات الازمة، وهو أمر مرفوض شعبيًا، خصوصًا وانها تحاول تغيير البنية الدينية لسكان سوريا من خلال حملات التشييع التي تقوم بها في العديد من المحافظات.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار