مقالات

بغداد وأربيل شراكة أم إعادة تموضع

هادي جلو مرعي
لايتردد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في العمل والتواصل مع دول وشخصيات بطريقة مسؤولة بالرغم من الدعاية الإعلامية المضادة، وترويج جهات سياسية لفكرة الرفض، أو التعالي، أو الفوقية الزائفة، والتفكير بعقلية المعارض الضعيف، أو الناقم الذي لايستطيع مواجهة التطورات بعقلية هادئة وتفكير عميق، والذين يفعلون ذلك يتشبهون ببدوي يفكر في الثأر ، ويحتفظ بعداونية مقيتة، ويريد للأمور أن تتأزم،، وللحكومة أن تفشل لأنها خالفت هواه ومطامعه، مع ملاحظة إن السوداني لايدفع المال بحثا عن الدعم، والذين إلتقوه خلال الفترة الماضية من الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمحللين السياسيين إكتشفوا ذلك، وربما صدم بعضهم بذلك السلوك الذي أجد أنه مهم للغاية، فالسلطة التنفيذية تحتاج الدعم وأغلب الكتاب والمحللين السياسيين يعملون ولديهم مداخيل ومن المعيب إنتظار مكافأة من الحكومة، أو أن تقوم بإستقطاب مدفوع الثمن فقد فشلت تلك التجربة مع أحد رؤساء الحكومة الذي ورط عددا من الكتاب والمحللين السياسيين والصحفيين حين إندمجوا بحكومته، وحصلوا على مكاسب مالية، وتم تشخيصهم.
‏لعل واحدا من أشكال النقد إن البعض يؤاخذ رئيس الحكومة على تعاطيه الإيجابي مع الإقليم والدعم الذي لقيه من الرئيس مسعود البرزاني لتشكيل الحكومة، والتصويت عليها في البرلمان، وإستمرار ذلك الدعم حتى اللحظة، وأكاد أستشعر إن بعضا من القوى الفاعلة تحاول وضع العراقيل في طريقه ومنها قوى شيعية، بينما بعض القوى والزعامات السنية ماتزال تكرر إعلانها دعم الحكومة، وكذلك القوى الكردية التي وصلت الى تفاهمات مهمة مع المركز، وعلى خلاف الماضي عندما كانت المفاوضات تجري، والمشاكل تتواصل كنا نشهد إتفاقات لاتدوم طويلا، وكأنها محاولة إعادة تموضع نتيجة تقاطع في الرؤى، وخلافات على الدستور، فإننا اليوم نتابع تطورات إيجابية للغاية تمثل نوعا من الشراكة الإيجابية بين المركز والإقليم يطبعها تواصل هادف، وتبادل للزيارات، وإتفافات تعود بالنفع على الشعب العراقي بأطيافه المختلفة.
‏مغادرة السلوك التقليدي البائس والعدوانية المفرطة ضرورة لأنها لم تعد تجد نفعا حتى لو كانت سببا في إستقطاب السذج، وعلى المدى البعيد فإن الحلول الناجعة والشراكات المسؤولة بين الكرد والعرب والقوى الفاعلة ستؤدي الى عملية سياسية ناضجة تلبي متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين الذين عانوا من سنوات الفوضى والعنف والطائفية والمراهقة السياسية لدى من يريد أن تشتعل الأمور لاأن تخمد النيران.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار