المحلية

من اسس الترشيح للعمل السياسي

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
نريد التعرض الى احد اسس الترشيح الى العمل السياسي وفق المنظور القرآني ، الذي هو يمثل الاسس الإلهية ، و الشريعة الاسلامية .
تعرَّض القرآن الكريم لترشيح النبي يوسف – ع – نَفْسَه ، لِيَكون واليًا على خزائن الأرض ، أخبَرَنا القرآن أنَّ يوسف- ع – قد سُجِن ، وقد لَبِث في السِّجن بضع سنين ، و بعد تأويل الرُّؤيا طلَبوا منه الخروج ، فأبى حتَّى تَثْبُت براءته مِمَّا نُسِب إليه ، و لما انتهى التحقيق بإظهار البَراءة ، عَرَف المَلِكُ أنَّه كان أمينًا على مال العزيز و عِرْضِه ، و عَرَف أن يوسفَ – ع – ذو خِبْرة ، و ذو مروءة ، و ذو مشورة و إلمامٍ بالتأويل ، فرَشَّحه لِيَكون من خاصته المُقرَّبين ، قال – سبحانه و تعالى – في ذلك: [ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ] محل الشاهد :
و لما سمِع يوسف – ع – هذا ، رشَّح نفسَه للولاية ، فقال للملك: [ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ]، لا تتعجَّبْ من طلب يوسف – ع – للولاية فقد قدَّم مسوِّغات الترشيح:
▪️الحفظ لكل مايتعلق بأمور الولاية و المسؤولية .
▪️علمه بذات ما كلف له و تخصصه و كفائته .
و الاية كاشفة على لسان النبي يوسف ( ع ) : [ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ] أي انه شديد المُحافَظة على الأموال العامَّة ، فلن يبددها ولن يختلسها ، و لا يعطيها لمن لا يستحِقُّها ، ولن يهمل فيها ، عليمٌ بشؤون هذه الأموال و بإدارتها ، و عليمٌ بالسِّياسة الماليَّة و الاقتصادية ، و هو واثقٌ من ذلك، و يعلم أنَّ في هذا صلاحَ الأمة، و خروجها من المِحْنة.
و بهذا نكون قد تعرَّفنا من القرآن الكريم على ( على احد الاسس ) ، الذي – على ضوئه – يجب أن يرشِّح الإنسان نفسَه للعمل السياسي، هذا الأساس هو:
▪️أن يَجِدَ في نفسه القدرةَ على القيام بهذا العمل .
▪️ وعلى تَحمُّل أعبائه.
▪️ وليس هناك مَن هو أصلَحُ لِهذا العمل منه .
وإذا لم يتأكَّد من ذلك ، فيجب عليه أن يتنازل لغيره ، و لِمَن يرى فيه الكفاءة.
و فأن :
▪️ العِفَّة و ▪️الأمانة، و ▪️القدرة على الحفظ ، و ▪️العلم بتدابير الأمور – قد رشَّحت النبي يوسفَ – ع- فإنَّ :
▪️ الفصاحة و ▪️الرفق قد رشحتا هارونَ ليكون وزيرًا لسيِّدنا موسى – عليهما السلام –
اذن احد اسس المرشح كان واضحة في القران الكريم ، والسؤال يتوجه الى كل من رشح نفسة الى الانتخابات النيابية هل تجد ذلك فيك ؟!
فان كانت تلك الصفات متوفر فيك بينك ما بين الله تبارك و تعالى و هو الرقيب ، فسر على بركة الله تعالى و على الامة ان تختارك دون غيرك وان كان غيرك هو ممن يكون لي قريب النسب او عشيرة او قومية او منطقية او الحزبية الى اخر الاسباب ، لان الاولى ليس كل هذا ، بل الاولى ان يكون الاختيار وفق ما يراه الله تبارك و تعالى صالح ليتصدى ، و نحن بدورنا نختاره ، يكفي لنفسنا الامارة بالسوء تسير بنا نحو الهاوية اتجاه نفسنا بذاتها و اسرنا و مجتمعنا وامتنا بأختيار كان وفق مصالح منها نفعية ذاتية و منها بالجهل و عدم الدراية و الشعورة بالمسؤولية اتجاه اهمية الموضوع .
اننا اليوم كما نختار ستكون حياتنا ، اخترنا الظلمة ، و المفسدين ، كانت حياتنا منهجيتها الظلم والفساد ، اخترنا العكس سيكون العكس ، فالامر راجع الى الامة في اختيار طبيعة من يحكمها .
اسال الله حفظ العراق و شعبه
اسال الله حفظ الاسلام و اهله

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
مصدر .. النزاهة في ميسان توقف صرف ٥٠٠ مليون دينار مشدداً على تكثيف الجهد الاستخباري والأمني.. وزير الداخلية يترأس مؤتمراً أمنياً في قيادة شرطة ميسان التربية والداخلية توحدان رؤى التعاون لإنجاح امتحانات طلبة معهد اعداد مفوضي الشرطة والاخيرة تُكرم الو... الاستخبارات والأمن تطيح بـ4 تجار آثار وأسلحة ومطلوب آخر بالإرهاب في بابل برعاية التعاون الالماني .. المعهد الوطني لحقوق الانسان ينظم دورة تدريبية عن كتابة القصص الملهمة . نحو 8 مليارات دولار.. الحكومة تعلن تسديد العراق كل ديونه لصندوق النقد الدولي السوداني يرأس الاجتماع الثامن للّجنة العليا لمشروع طريق التنمية-عاجل تحت عنوان «وِرث مملكتين» المعهد الملكي للفنون التقليدية يستعرض الفنون السعودية والبريطانية رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل وفد شركة KBR الأمريكية للحلول التكنولوجية المستدام... مشيداً بدور القضاء في مساندة الأجهزة الأمنية.. وزير الداخلية يلتقي رئيس محكمة استئناف محافظة ميسان