خلال انطلاق “منتدى دهوك للسلام والأمن”.. البارزاني يشدد على استحقاق الأطراف و”القضاء” يثبت دوره كـ”صمام أمان”


أرض آشور / دهوك، إقليم كوردستان العراق – انطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال المنتدى السادس للسلام والأمن في الشرق الأوسط في محافظة دهوك بإقليم كوردستان العراق، بمشاركة واسعة من شخصيات سياسية وقضائية ودبلوماسية، حيث هيمنت التطورات السياسية الداخلية في العراق وإقليم كوردستان والتحديات الإقليمية على أجندة المنتدى.
في كلمته الافتتاحية، هنأ الرئيس مسعود البارزاني الشعب العراقي على “نجاح الانتخابات البرلمانية”، مشيراً إلى أن الانتخابات من الناحية التقنية “كانت ناجحة جداً”، رغم إشارته إلى أن “قانون الانتخابات ليس عادلاً ونعمل على تعديله”.
وتطرق البارزاني إلى العملية السياسية في الإقليم، مؤكداً أن “كل طرف سيأخذ حقه في حكومة إقليم كوردستان الجديدة حسب استحقاقه الانتخابي”. كما شدد على أهمية الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، لافتاً إلى العمل على “تطبيق المادة 140 الدستورية وإقرار قانون النفط والغاز”، وتأسيس “المجلس الاتحادي”.
وحذر البارزاني من أن “داعش الإرهابي لا زال يشكل خطراً في العراق”، كما دعا إلى “تنسيق بين حكومتي كوردستان والعراق لمكافحة المخدرات”. واختتم كلمته بالإشارة إلى التعايش السلمي في كوردستان، معبراً عن فخره به، وداعياً “جميع الأطراف الكوردستانية لتشكيل حكومة إقليم كوردستان الجديدة”.
القضاء العراقي: صمام أمان الدولة ضد التدخلات
من جانبه، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، الدور المحوري للسلطة القضائية في تعزيز الاستقرار، مشيراً إلى أن “استقرار النظام السياسي يعني بناء دولة المؤسسات والحد من التدخلات الخارجية”.
وأوضح القاضي زيدان أن القضاء العراقي “أثبت قدرته للتصدي للتحديات” من خلال “الفصل في الطعون الانتخابية وتفسير النصوص الدستورية والتصدي لمحاولات خرق الشرعية أو تعطيل التداول السلمي للسلطة”.
وشدد رئيس مجلس القضاء الأعلى على أهمية اللجوء إلى القضاء لحل النزاعات، قائلاً: “حين تُدار الخلافات داخل أروقة المحاكم بدلاً من الشارع نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً نحو دولة القانون والاستقرار”، مؤكداً أن “القضاء سيبقى صمام الأمان ودرع الدولة”.

دعوة دولية ومحلية لتعزيز الاستقرار
بدوره، نوه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، بأهمية العراق كـ “مهد للحضارات”، مؤكداً أن “الأمم المتحدة جاهزة ومستعدة لمساندة العراق، لكن المسؤولية ملقاة على قادة العراق”. كما دعا إلى ضرورة “احترام الدستور الذي يرسخ الفيدرالية فيه”، مشدداً على أنه “لا يليق بالعراق بقاء عراقي واحد مشرّد”.

وفي مداخلته، عبر السيد عمار الحكيم عن “الفخر والاعتزاز بنجاح الانتخابات العراقية”، معتبراً أن “التجربة العراقية في الانتخابات مثال يحتذى به في المنطقة”. واختتم بالربط بين الأمن السياسي والاجتماعي، بالقول: “لا استقرار سياسي من دون السلم الأهلي”.

ومن الجدير بالذكر أنّ المنتدى، الذي يتوقع أن تستمر فعالياته ليومين، يهدف إلى مناقشة سبل تعزيز السلام الإقليمي والأمن الداخلي في سياق التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.




