الأخبار الدولية

مستشار الأمن القومي العراقي يشدد على “تضامن دولي” لمواجهة تحديات المنطقة في “حوار المنامة 21”

شارك مستشار الأمن القومي العراقي، السيد قاسم الأعرجي، في فعاليات مؤتمر “حوار المنامة 21” المنعقد في العاصمة البحرينية، المنامة، حيث ألقى كلمة شاملة ركزت على التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة واستراتيجيات العراق لمكافحتها، مؤكداً على أهمية التعاون الإقليمي والدولي.
التحديات الأمنية والانتصار على الإرهاب
في مستهل كلمته، قدم السيد الأعرجي الشكر لمعهد الدراسات الإستراتيجية الدولي (IISS) وحكومة مملكة البحرين على تنظيم المؤتمر. ثم أشار إلى أن “القوى غير الدولية والتأثيرات الإقليمية والعابرة للحدود تعكس التحدي الأكبر الذي يواجه منطقتنا منذ عقدين”.
وسلط مستشار الأمن القومي الضوء على تجربة العراق منذ عام 2003، مشيراً إلى أن العراق كان في قلب تحدٍ إثر بروز جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية استغلت فراغ السلطة آنذاك. وذكر أن تنظيم داعش احتل ثلث أراضي العراق عام 2014، لكنه أكد أن العراقيين وقفوا صفاً واحداً، بدعم من التحالف الدولي والأصدقاء، “ونجحنا بتحرير مدننا وإثبات أن العراق دولة وطنية قادرة على الصمود والانتصار”.
كما نبه الأعرجي إلى خطورة مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الذي يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم داعش، ووصفه بأنه “تحدٍ كبير وقنبلة موقوتة”. وأكد أن العراق تعامل بمسؤولية عالية مع هذا الملف واستعاد آلاف العائلات، وأطلق برامج تأهيل وإدماج بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وكشف السيد الأعرجي عن سلسلة من الاستراتيجيات الوطنية التي وضعها العراق لتعزيز أمنه واستقراره:
* إستراتيجية الأمن الوطني (2025- 2030): حددت الرؤية الشاملة للدولة العراقية لحماية سيادتها وتعزيز أمنها القومي.
* إستراتيجية مكافحة التطرف العنيف: ركزت على المعالجة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لأسباب التطرف.
* إستراتيجية إصلاح القطاع الأمني (2024- 2032): تهدف إلى بناء مؤسسات أمنية محترفة خاضعة لسلطة الدولة والقانون.
* إستراتيجية مكافحة الإرهاب (2026- 2030): أعدت لتضع العراق في صدارة الدول التي تعتمد نهجاً علمياً ومؤسساتياً لمكافحة الإرهاب.

وشدد الأعرجي على أن العراق خرج من تجربة مواجهة الإرهاب العابر للحدود “أكثر صلابة ووعياً بأهمية التخطيط الإستراتيجي”. وأكد على الرؤية العراقية القائمة على مبدأ “أن المنطقة كل لا يتجزأ، فما يهدد بغداد يهدد عواصم أخرى وهذا يستدعي تضامناً دولياً”.
وفي ختام كلمته، أكد مستشار الأمن القومي أن العراق على استعداد لأن يكون “جسراً للتعاون الإقليمي والدولي” ومشاركة خبراته المكتسبة من معركته مع الإرهاب.
وأضاف إن مسؤولية الجميع هي تحويل التحديات المشتركة إلى فرص مشتركة لبناء فضاءٍ إقليمي ودولي أكثر أمناً وعدلاً واستقراراً، مؤكداً أن العراق سيبقى “شريكاً ملتزماً وفاعلاً” في أي جهد يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار