ابنة الجنوب وصوت ذاكرة ميسان : الشاعرة ليلى البهادلي


بقلم / علي محمد جابر الحلفي
من ميسان الأصيل ، من أرض الطيب والقصيد، تولد الأصوات الصافية مثل نداء الجنوب حين يغني للحب والوطن… ومن هناك تحلّق الحمامة الجنوبية، الشاعرة ليلئ البهادلي (أم خليل)، حاملة في جناحيها الشعر والوفاء.
ليلئ البهادلي… أم خليل ابنة الجنوب، وميسان الجمال والإبداع، شاعرة فريدة بصوتها الصادق وكلماتها التي تنبع من عمق القلب. كتبت الشعر لتبوح بما يعتصر روحها من حنين، ولتجعل من القصيدة طريقاً نحو الصبر والكرامة.
هي أم لشهيدٍ خالد في الذاكرة، عرفت طعم الفقد، لكنها لم تنكسر. واجهت الحياة بالشعر، فكان الحرف عندها جبهة مقاومة، والكلمة نافذة أمل، فغدت مثالاً للمرأة المبدعة، الصابرة، والمناضلة من أجل الحق والجمال.
الحمامة الجنوبية ليلئ، إنسانة متواضعة، قريبة من الناس، محبّة للخير، تجمع حولها القلوب أينما حلّت. في صوتها دفء الجنوب، وفي عينيها ميسان بأهوارها ونخيلها، تحمل العراق في قلبها مثل صلاةٍ لا تنطفئ.
شاركت في مهرجاناتٍ أدبية داخل المحافظة وخارجها، فمثّلت ميسان بأجمل صورة، وكانت سفيرة الشعر الشعبي الميساني في المحافل الثقافية، ترفع راية الكلمة النقية أينما حلّت.
يا حمامة الجنوب … ستبقين رمزاً للوفاء والإبداع والروح الوطنية ، فصوتكِ ليس مجرد شعر، بل هو وجع أمٍ وحنين وطنٍ وإصرار امرأةٍ صاغت من الدمع قصيدة، ومن الحزن راية عزٍّ لا تُطوى.
ليلئ البهادلي… تبقين النغمة الأصدق في ذاكرة ميسان، ووردة الجنوب التي لا تذبل.