كتُـاب وكالة أرض آشور

الطلاق امتداد لمرحلة قبل الزواج

أرض آشور : عبير القيسي..

بناءً على ما يتصدر الى المجتمع من حالات انفصال بارقام مخيفة وفقاً لجرودات المحاكم شهرياً وبعد الاطلاع على اسباب كثيرة وتقارير مفصلة يتوصل الباحث في هذا الشأن الى جذر متين وممتد من مرحلة قبل الارتباط الرسمي حيث أن الاعداد الأسري للبنت والولد ما قبل الزواج مهم جداً في إكمال مرحلة ما بعد الزواج لذا فإن أغلب المحاكم تضج بحالات الطلاق لإسباب عدم النضوج الفكري والاستعداد النفسي وعدم المقدرة على القيادة الاسرية وعدم وجود المؤهلات الكافية اخلاقياً ونفسياً وجسدياً ومجتمعياً وعملياً في أحد الزوجين أو كليهما
علاوة على ذلك مشكلة إدمان الكحول والمخدرات والأراكيل الالكترونية وحتى العادية من كلا الطرفين أو أحدهما من المشاكل المتفاقمة في المجتمع العراقي، التي أدت الى خلع العديد من الزيجات التي كانت مستقرة نوعا ما … كذلك أحد اسباب الطلاق الزواج المبكر وتحمل مسؤوليات واعباء بصورة مباشرة دون المرور بمرحلة تأهيلية للزوجين عند اهلهما، فالانسان طاقة استيعابية ومراحل متسلسلة لا يجوز القفز على مرحلة دون الاساسية وهذا احد اسباب الفشل في مرحلة ما من مراحل حياته.

أن الزواج عملية تقوم لإدامة الحياة وقيادتها على أتم وجه، لا تقوم من أجل المظاهر ولا تقعد من أجل الفروض الاجتماعية، للرجل دوره كما للمرأة دورها المهم في بناء البيت، حيث يصلح بصلاح من فيه ويتهدم بخراب من فيه كليهما أو احدهما، لأن العلاقات الانسانية عبارة عن كفي ميزان أن قلَّ اداء وعطاء أحد هذه الكفوف تراجعت العلاقة واندثرت الى حيث.. فأن الاعداد الأسري مهم جداً في انشاء بيوتات المسقبل من حيث المقدرة على تحمل المسؤولية والصبر على ضغوط الحياة التي تصادف الزوجين، والاعداد هذا ليس فكرياً وجسدياً فحسب بل نفسياً وروحياً ايضا، كذلك نوعية الزواج نفسه أن كان تقليدياً أم مسبق بعلاقة حب بين الشريكين، وطريقة بناء العلاقة بينهما، وطريقة تعامل الاهل مع علاقة زوجية في طريقها للتو نحو ترسيخ مفاهيم الأسرة والانجاب وما يتبعه من أسس بناء العائلة، فتداخل الاهل في بناء العائلة من أهم المخاطر التي تواجه الشريكين كون القرارات التي تؤخذ نابعة عن غيرهما، وكونها غير خاضعة لدراسة الزوجين لأتخاذ ما يتلائم وطبيعة علاقتهما، كل ما تم ذكره أنفاً في كفة، والكفة الثانية أن المحاكم تتوهج بأعداد المطلقين بسبب العلاقة الزوجية في الفراش والقائمة على الحرمان أو الافراط من قبل أحد الشريكين أو ادمان الافلام الاباحية من قبل احدهما وابتعاده عن ممارسة حقه الشرعي في الواقع، كذلك عمليات تبادل الزوجات وما يحدث خفاءً من دعارة نائمة بين طيات المتزوجين الذين لديهم ميول جنسي شاد كلها اسباب فتك وتهديم البيت، البيت الذي يتخرج منه المحامي والمعلم والطبيب والمهندس والعامل والصانع والكاسب لابد له من ضوابط وأسس رصينة يقوم بوضعها الزوجين منذ بداية مشوارهما وحتى النهاية لأن في ذلك أمانة على عاتقهما ومسؤولية أمام الله في أحترافية صون العشرة وامانة تربية الاولاد وحسن صياغة تربية البنات فأن الهدف العام والرئيس من الزواج اعمار الارض وصلاحها وتوارثها عبر الاجيال عدا ذلك كله فهو باطل وغير جائز أختيار الشريك لا يقوم وفق رؤية الام والاب دون رؤية المعني نفسه وقراره وبناء البيت لا يتم بطابوق الجيران ومشاركة افراد العشيرة بل يتم بمواد فكرية تخطيطية مرسومة من قبل المعنيين بذلك أنفسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار