وزير التعليم العالي: العراق ماضٍ في بناء قاعدة علمية تواكب التحولات العالمية ويعزز الشراكات الدولية للريادة


أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور نعيم العبودي، اليوم السبت، أن العراق يواصل بخطوات ثابتة بناء قاعدة علمية ومعرفية رصينة قادرة على مواكبة التحولات العالمية، مشددًا في الوقت ذاته على استمرار توسيع الشراكات الدولية المنتجة لتفعيل دور الجامعات العراقية وتأثيرها في المنظومة الأكاديمية العالمية.
جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر “(العراق للتعليم العالي)” بنسخته الثانية، الذي يقام بمشاركة واسعة من مؤسسات أكاديمية عالمية.
وأشار العبودي إلى أن المؤتمر يأتي ليخط “فصلاً جديدًا في مسيرة التعليم العالي، يربط مؤسساتنا الجامعية بالمستقبل، ويحولها إلى بيئة نوعية لإنتاج الحلول وصناعة الريادة”، مستذكراً أن النسخة الأولى من المؤتمر عام 2023 شهدت قراراً استراتيجياً بتحويل الجامعات العراقية إلى هوية متجددة غير نمطية تستمد حضورها من سياسة التدويل والانطلاق نحو الريادة.
وأوضح الوزير أن الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية مثلت “تحولًا عميقًا في فلسفة التعليم العالي والبحث العلمي”، نقلت الجامعات العراقية إلى “مساحة الاعتراف الدولي ووضعها في صميم الخارطة الأكاديمية العالمية”. ولفت إلى أن هذه الإنجازات شملت اعتماد عملية بولونيا، استقطاب الطلبة الدوليين، النمو الكبير في البحث العلمي والنشر العالمي، ارتقاء الجامعات في التصنيفات الدولية، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات العالمية المؤثرة.
وأكد العبودي أن القرارات الوزارية لم تكن معالجات وقتية بل جاءت في سياق استراتيجي شامل لترسيخ معايير الجودة وتوظيف البحث العلمي وفتح آفاق للتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن قصة النجاح استندت إلى برامج طموحة سرّعت من وتيرة التميز، ونقلت المؤسسات الجامعية إلى مرحلة متقدمة تتبنى سياقات متزامنة للتعليم والبحث والإنتاج لضمان التأثير والمنافسة العالمية.
وفي سياق استدامة الإنجاز، أشار الوزير إلى “الخطوة الرائدة في التحول الرقمي والأتمتة” في بيئة التعليم العالي، حيث تم اعتماد أكثر من 120 نظاماً متطوراً شمل مفاصل التعليم والإدارة الأكاديمية، ما أسهم في ترسيخ الحوكمة الذكية وربط جميع مكونات العملية التعليمية في فضاء رقمي متكامل يواكب المتطلبات الحديثة.
كما كشف عن مبادرة الوزارة لاستحداث عشر كليات متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في الجامعات العراقية، لجعل المؤسسات الأكاديمية “حاضنة للإبداع والتقنيات الرقمية المتقدمة”، مؤكداً أن ذلك يؤكد “أن العراق ماضٍ في بناء قاعدة علمية ومعرفية رصينة تواكب التحولات العالمية وتسهم في إعداد أجيال قادرة على قيادة دفة المستقبل”.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أن المرحلة الجديدة تحمل عنوان (من الإنجاز إلى الريادة)، حيث يتكامل الإرث العلمي العريق للجامعات مع الرؤية المستقبلية، مشدداً على أن جميع المبادرات والسياسات تهدف إلى تمكين الطلبة والباحثين ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة المستقبل.
وأكد التزام العراق بجعل تعليمه العالي “منصةً للابتكار والتدويل” تستقطب الطلبة والباحثين، ومواصلة توسيع الشراكات الإيجابية المنتجة لتكون الجامعات العراقية جزءاً فاعلاً ومؤثراً في المنظومة الأكاديمية العالمية.