الثقافيةمنوعات

حين يتڪلم الصمت .. تُصغي الأرواح

علياء الحيالي:-

هل تساءلت يوماً عن ڪيفية التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق من الڪلمات .
وهل تبادر إلى ذهنك أن هنالك لغةٌ تختصرُ الڪثير من الڪلمات بإحساسٍ وتفهمٍ عميق ، لغةٌ تُقربُ البعيد وتُوضحُ المقصودَ دون أن ينطق اللسان أو تتحرڪ الشفاه .
ما أتڪلمُ عنها هي ♡ لغةُ الروح ♡ … لغةٌ خفيةٌ تخرج من الداخل لتصلَ مباشرةً إلى الداخل الآخر، تواصلٌ أعمق من مجردِ حروفٍ أو أصوات .. قد تڪون على هيئة ِشعور (إنقباضٍ أو إنشراح ، راحةٓ أو قلق ) وقد تڪون في صمت ( نضرةٍ أو إبتسامةٍ أو دمعة ) أو حتى مجرد حظور شخصٍ ما بجوارڪ ، أو في إلهامٍ ڪفڪرةٍ تومض فجأة في قلبڪ ڪأنها هديةٌ من العالمِ الآخر ، أو على هيئة إشارات وڪأن الحياة تخاطبڪ من خلال حدثٍ او موقفٍ فتشعرُ أنه رسالةٌ موجهةٌ إليك بالخصوص .
قد ترتبط هذه اللغة بالسلام الداخلي واليقين وهي تنعڪسُ على المشاعرِ والسلوك ، فنستشعر بها ڪبصمةٍ نورانيةٍ في داخلنا تتصل بالله وبالوجود ، شعورٌ بالطمأنينة حين تقتربُ من الحق و الأشارات الداخلية التي تدل على الطريق الصحيح .. ولو ڪان العقل مُرتبڪاً ولڪن حين تُصغي إليها.. تشعر بالسلام الداخلي وڪأنك تسمع نداء أعماقڪ .
هي لغةٌ لا تخون لانها لغة الفطرة ولانها تتبع حقيقتك الأعمق .
أما عن ڪيفية الاستعانة بما تترڪه من جمال الأثر و عمق الحقيقة فإننا نحتاجُ إلى ~
• الخلوة والهدوء لسماع الصوت الداخلي والاستشعار بما يقربنا للعمق والصواب .
• التأمل وذڪر الله بصفاء.. تهدأ الضوضاء الداخلية وتصبح الروح أوضح حظوراً .
• المشي في مڪان هادئ ( حديقة أو على شاطئ بحر أو مڪان مفتوح ) وأُشير إلى الطبيعة بالخصوص لانها تفتح قناة إتصال مباشر بينك وبين روحك ، فالطبيعةُ لغةُ الأرواح.
• وذڪرنا سابقاً الإصغاء للمشاعر بمافيها الانشراح والإنقباض ، فقد يڪون الإنشراح دليل على طاقة توافق مع حقيقتك ، والانقباض دليل على تحذير أو عدم إنسجام .
• الڪتابة الحرة .. أي الإمساڪ بورقة وقلم وڪتابة ڪل ما يخطر ببالك دون تفڪير أو حڪم وبعدها بفترة ستڪتشف رسائل متڪررة أو ڪلمات تأتي من أعماقك وهي ليست من الوعي السطحي .

ختاماً ، نستطيع أن نترجم لغةُ الروح بأنها مرآة ُ نقاء الإنسانِ وسبيلهُ إلى التوازنِ والسڪينة، هي لغةٌ تلامس جوهر الوجود وتفتحُ أمامنا آفاق الفهم الأعمق لأنفسنا وللعالمِ من حولنا وحين نتعلم الإصغاء إليها، نڪتشفُ أننا لانحتاج إلى ڪثيرٍ من الضوضاء الخارجية ؛ بل إلى لحظة صفاء صادقة تجعلنا نعيش بإنسجامٍ مع ذاتنا ، ومع خالقنا، ومع الڪون بأسره •

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار