النرجسية: أبعادها النفسية وتأثيراتها الاجتماعية


🖋️ محمد فاضل الخفاجي :-
تُعدّ النرجسية ظاهرة نفسية معقدة، تتجاوز مجرد حب الذات لتشكل نمطًا سلوكيًا عميقًا يؤثر على حياة الفرد ومن حوله. اسمها مستوحى من أسطورة نرجس اليونانية، الشاب الذي وقع في حب انعكاسه في الماء، ما يرمز إلى الانغماس المفرط في الذات. على الرغم من أن بعض سمات النرجسية يمكن أن تكون صحية، مثل الثقة بالنفس والطموح، إلا أن النرجسية المرضية أو اضطراب الشخصية النرجسية تُعدّ حالة خطيرة تتطلب فهمًا دقيقًا.
الأبعاد النفسية للنرجسية
تتجلى النرجسية في مجموعة من السمات النفسية التي تشمل الشعور المبالغ فيه بالأهمية ، الحاجة المستمرة للإعجاب، والافتقار إلى التعاطف مع الآخرين. يعتقد الشخص النرجسي أنه فريد من نوعه ويستحق معاملة خاصة. يميل إلى استغلال الآخرين لتحقيق أهدافه، ولا يرى خطأ في أفعاله. يغطي هذا السلوك في كثير من الأحيان هشاشة داخلية عميقة وانعدامًا للأمان. قد يكون الشخص النرجسي عرضة للغضب الشديد أو الاكتئاب عندما لا يحصل على الإعجاب أو التقدير الذي يتوق إليه.
التأثيرات الاجتماعية للنرجسية
تتعدى تأثيرات النرجسية الفرد لتشمل محيطه الاجتماعي. في العلاقات الشخصية ، قد يكون الشخص النرجسي مسيطرًا، متلاعبًا، وغير قادر على بناء روابط عاطفية حقيقية. يرى الآخرين كأدوات لتحقيق رغباته، ما يؤدي إلى علاقات سامة قائمة على الاستغلال. في بيئة العمل، يمكن أن يكون النرجسي قائدًا فعالًا في البداية بفضل ثقته العالية وطموحه، لكنه غالبًا ما يفشل في العمل الجماعي ويخلق بيئة تنافسية سامة. في المجتمع بشكل عام، يمكن أن تتسبب النرجسية في تفكك الروابط الاجتماعية وغياب التعاطف.
مواجهة النرجسية
يتطلب التعامل مع الشخص النرجسي فهمًا عميقًا لطبيعة سلوكه. من المهم وضع حدود واضحة وحماية الذات من التلاعب والاستغلال. بالنسبة للشخص النرجسي نفسه، فإن العلاج النفسي قد يكون ضروريًا لمساعدته على فهم مشاعره الحقيقية وتطوير مهارات التعاطف وبناء علاقات صحية. إن التوعية بالنرجسية وأبعادها النفسية والاجتماعية تُعدّ خطوة أساسية لمجتمع أكثر صحة وتوازنًا.