الثقافيةمنوعات

الشاعر والكاتب المسرحي الذي أثرى الساحة الثقافيةوالإعلامية عبر صفحات زهرة البارون المميزة والملونة

حاورته : دنيا صاحب.. العراق..

يُعدّ الكاتب والشاعر والمسرحي محمود صلاح الدين، المعروف بلقب البارون الأخير، من أبرز الأسماء الثقافية التي جمعت بين الإبداع الأدبي والعمل المؤسسي. بدأ مسيرته بكتابة الشعر والمسرح، ثم أسّس مؤسسة “زهرة البارون” للنشر والتوثيق، لتكون نواة مشروعه الثقافي والإعلامي الدولي.

أطلق مجلّة “زهرة البارون” الإلكترونية التي أسّسها ويرأس تحريرها، فحوّلها إلى منبر للأدب والفكر والفن، وفتح صفحاتها أمام أقلام متنوعة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب مساهماته الخاصة التي يكتبها أحياناً باسمه المستعار.

لم يقتصر دوره على التحرير والنشر بل امتد إلى دعم المواهب الجديدة وتقديم محتوى يجمع بين الشعر والمسرح والدراسات النقدية والأدبية والفنية، والحوارات الثقافية مما رسّخ مكانة المجلّة كمنبر ثقافي وإعلامي مستقل في فضاء الصحافة الإلكترونية.

اليوم، يُنظر إليه كأحد الفاعلين البارزين في المشهد الثقافي العالمي حيث جمع في مسيرته بين تجربة الكاتب المبدع والإداري الثقافي، مقدّماً نموذجاً حيّاً لتحوّل الكلمة إلى مشروع عالمي مؤثّر يفتح آفاقاً جديدة للخطاب الإنساني المعاصر. وفي هذا الحوار، نطلّ معه على أبرز محطات مسيرته الإبداعية ونستمع إلى رؤيته المستقبلية لتطوير المشهد الثقافي والإعلامي عبر تقنيات رقمية وتصاميم مبتكرة.

• كيف تعرّف نفسك للجمهور من حيث هويتك الإنسانية والثقافية، وما الذي يميّز تجربتك الإبداعية والفكرية؟

– أنا محمود صلاح الدين، كاتب وشاعر مسرحي، وُلدت في الموصل عام 1975، وأُعرف اليوم بلقب البارون الأخير تتجسّد هويتي الثقافية والإنسانية في شغفي بالكلمة واعتبارها وسيلة للتعبير والمقاومة والتغيير. كما أسعى إلى أن أكون جسرًا يصل بين الماضي الثقافي والحاضر الرقمي من خلال الأدب والصحافة والفكر.

• متى تأسست مجلة زهرة البارون
وما الأساليب والمناهج المميزة التي تعتمدونها في تصميم صفحاتها لتبرز هويتها الأدبية والثقافية؟

– تأسست زهرة البارون كمجلة إلكترونية منذ عام 2017 في مدينة القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المصرية وكان الإصدار الأول ، وجاءت كمساحة حرة للفكر والأدب والثقافة نعتمد في تصميم صفحاتها على قوالب تجمع بين البساطة والجمالية الرقمية مع إطار عصري يبرز هوية النصوص ويمنحها حضوراً مميزاً نحرص على المزج بين الأصالة الأدبية والأسلوب التفاعلي الرقمي الذي يناسب القارئ المعاصر.

• بعد هذه التجربة الممتدة بين الأدب المسرحي والشعر والتحرير الصحفي كيف تصف مسيرتك الإبداعية وما جوهرها؟

– مسيرتي الإبداعية هي رحلة بحث متواصلة عن الجمال والفكر والمعنى بدأت بالشعر والمسرح، ثم وجدت في الصحافة الأدبية مجالًا آخر للتأثير والتواصل، كل محطة كانت جزءاً من بناء هوية ثقافية متكاملة، أساسها الحرية والإنسانية، وغايتها أن تترك أثراً في الوعي الجمعي.

• المجلات عادةً تعكس ثقافة عصرها كيف أردت أن تكون زهرة البارون؟

– أردت لها أن تكون مرآة صافية لثقافتنا العربية، وفي الوقت نفسه نافذة مفتوحة على العالم لم أردها مجرد ناقل للأخبار، بل أرادتها مشروعاً فكريأ ينقل الأدب بروح عصرية ويصنع مساحة للجدل والحوار، لتكون زهرةً تحمل عبق الماضي وتفتح أوراقها لمستقبل أكثر وعياً.

• إن ‘الكتابة تصنع واقع الحياة وتُعدّ عاملًا للمقاومة كيف ترى هذا المفهوم من منظورك الفكري والفلسفي؟

– أرى أن الكتابة ليست ترفًا، بل فعل وجودي، فهي التي تخلق المعنى، وتفتح آفاق الوعي وتمنح الإنسان القدرة على مواجهة الظلم. الكلمة الحرة تمثل مقاومة صامتة، لكنها أكثر ثباتًا وتأثيرًا من السلاح.

•ما قصة اختيارك للقب ‘البارون الأخير’، وما الرمزية التي يحملها بالنسبة لهويتك الثقافية والفكرية؟

– اللقب يمثل حالة رمزية تعبّر عن الانتماء لهوية خاصة، مزيج بين العزلة النبيلة والمسؤولية الثقافية. اخترت لقب ‘البارون الأخير’ لأعبر عن شعور داخلي بأني أحمل إرثًا يجب أن يُحفظ وكأنني آخر من يقف في صف الدفاع عن الكلمة والكرامة الأدبية في زمن تتلاشى فيه القيم.

• في مسرحية “متحف التماثيل”، كيف ترى العلاقة بين الجمود الفكري والتماثيل الجامدة؟ وهل تعكس المسرحية صراعًا بين الذاكرة الحية والذاكرة المتحجرة؟

– بالفعل، المسرحية تجسد هذا الصراع. التماثيل الجامدة رمز للعقلية التي تتوقف عن الإبداع بينما الذاكرة الحية هي التي تُبقي الإنسان قادراً على التغيير أردت أن أوضح أن الجمود أخطر من الموت، لأنه يقتل الروح والفكر معاً.

• في مقالك العبودية والنظام العالمي الجديد، كيف ترى تأثير العولمة على حرية الفرد؟

– العولمة في جوهرها جعلت الإنسان أكثر ارتباطاً بالعالم لكنها أيضاً فرضت أشكالاً جديدة من العبودية الفكرية والاقتصادية. الفرد أصبح مستهلكاً أكثر مما هو فاعل، ومقيداً بمنظومات سياسية واقتصادية لا تترك له مجالًا كبيراً للحرية الحقيقية.

• في قصيدتك وجع على صفحات القلب، هل ترى أن الألم هو المحرك الأساسي للإبداع، أم أن الإبداع هو وسيلة للتخفيف من وطأة الألم؟

– أرى أن العلاقة متبادلة. الألم يمنح الشرارة الأولى للإبداع لكن الإبداع بدوره يخفف من قسوته، ويحول الجرح إلى معنى، الشعر بالنسبة لي ليس بكاءً على الألم فقط، بل محاولة لتحويله إلى جمال باقٍ.

• من خلال أعمالك الأدبية والشعرية والمسرحية، ما رسالتك الإنسانية التي تسعى لنقلها للأجيال الناشئة؟

– رسالتي هي أن يبقى الإنسان وفياً لإنسانيته، وأن لا يتنازل عن حريته وكرامته. الأدب ليس مجرد ترف ثقافي، بل هو سلاح الوعي، وأتمنى أن أزرع في الأجيال الناشئة الإيمان بأن الكلمة قادرة على صنع التغيير.

• الكلمة الأخيرة؟

– أود أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير للصحفية القديرة دنيا صاحب على هذا الحوار الذي لم يكن مجرد أسئلة وأجوبة، بل كان رحلة في أعماق التجربة الإنسانية والإبداعية. لقد منحتني من خلال أسئلتها مساحة لأعيد النظر في محطاتي الثقافية، وأقف أمام المرآة لأتأمل ما حملته معي من مسيرة طويلة بين الأدب والمسرح والصحافة. الحوار معكِ كان بمثابة إعادة اكتشاف للذات، وإضاءة جديدة لما أؤمن به من قيم ورسائل.
شكراً لكِ لأنك جعلت من هذا اللقاء جسراً بيني وبين القرّاء ونافذة تطل على عوالم الفكر والجمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار