المقالات

هو و القرى المهدمة

بقلم / مواطن من القرى المهدمة .

مرت سنوات طويلة ونحن ننتظر ننتظر من يعيد لنا ما سلب منا بيوت هدمت قرى أخليت وأحلام تبعثرت بين الوعود التي لا تجد طريقها إلى الواقع نحن أبناء القرى المهدمة في قضاء داقوق ( الصمود و غيدا و ربيضة و زكلاوة و سهيل وبهارة و الزجي وسماكة وغيرها )
نحن الذين طال نزوحهم ممن لم نعرف للراحة طعما ولا للاستقرار معنى .
نحن الذين وعدونا كثيرا وقالوا لنا الإعمار قريب والعودة قريبة ولكن كل ما حصلنا عليه هو مزيد من الانتظار والخذلان وعشرات التصريحات واللقاءات هنا وهناك والتي بقيت حبيسة المايكروفونات ولم تبن جدارا ولم تردم حفرة ولم تكمل سقفا” فوق رؤوس أطفالنا الذين ولدوا في النزوح وكبروا على هامش الوطن .
لكن الأمل بدأ ينبض من جديد حين سمعنا عن خطوة غير مسبوقة للفريق أول الركن (المتقاعد) الشيخ عبد الكريم العزي الرجل الذي لم يكتف بالكلام بل بدأ بالفعل وكانت أولى خطواته الاسهام في ايصال صوتنا ومطالبنا وهو ما اسهم في إزالة الساتر الترابي الذي ظل حاجزا بيننا وبين أرضنا لسنوات طويلة وذلك بعد أن عاد الأمن إلى منطقتنا وصرنا نشعر بأننا أقرب للعودة من أي وقت مضى لقد أصبح الشيخ عبد الكريم العزي بالنسبة لنا أكثر من اسم بل إنه أمل ونافذة نطل منها على مستقبل مختلف .
لا نبالغ إن قلنا إننا نعقد عليه كل آمالنا في الانتخابات البرلمانية القادمة و نراه ممثلا” حقيقيا” لنا لا بوعود معسولة بل بخطوات ملموسة على الأرض .
نعم .. نريده أن يكون صوتنا ليرفع مطالبنا من تحت الركام إلى قاعات القرار .. نريده أن يكون منقذنا من الحال المزري الذي طال أمده فنحن لا نطلب المستحيل ونما فقط نريد أن نعود إلى بيوتنا وإلى قرانا التي لا ولم ولن ننساها يوما” .. نريد أن نعيش بكرامة مثل باقي أبناء هذا الوطن .
عيوننا ترنو إلى بصيص الأمل ونرجو ألا يطفأ كما أنطفئت أحلام كثيرة قبل ذلك .. وبكل بساطة ووضوح .. العودة حقنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار