تقارير وتحقيقات

تلاشي واختفاء لرياض الأطفال الحكومية .. تحديات تواجه التعليم المبكر  

أسباب مجهولة دعت الأهالي للعزوف عن تسجيل أبنائهم في رياض الأطفال الحكومية

التعليم في العراق في تراجع .. هل هو إهمال حكومي متعمد ؟ أم استثمار متفق عليه ..

 تحقيق / رقية جواد الحسيني

متابعة / كواكب علي السراي

في بلد ينمو فيه الاستقرار وزيادة عدد المتعلمين ، في السنوات الأخيرة نجد أن هناك تحديات كبيرة تواجه مؤسسات التعليم الرسمية ، وفي ظل التحديات يبقى بحث أولياء الأمور عن  بيئة تعليمية متميزة لأطفالهم وفي هذا السياق ، نلاحظ زيادة الإقبال على رياض الأطفال الأهلية ، مما يثير موجة من التساؤلات حول الأسباب التي دعت إلى ضعف الإقبال من قبل الأهالي على المؤسسات الحكومية واختفائها من جانب , وزيادة الإقبال على رياض الأطفال الأهلية من جانب آخر مما لوحظ زيادتها وانتشارها في كافة المحافظات .

تحدثت إحدى أولياء الأمور , التي اختارت تسجيل طفلها في روضة أهلية ، مبينة أن قرارها جاء بعد قناعة بأن الرياض الأهلية توفر بيئة تعليمية محفزة ومرحبة بالأطفال ، إضافة”  إلى ما تتيحه من مرونة في المناهج والأنشطة اليومية .

وأوضحت” , أنها تتوقع من الكادر التدريسي في الرياض الأهلية , أن يوفروا بيئة آمنة تساعد طفلها على تطوير مهاراته الاجتماعية والمعرفية ، وأن تمنحه مساحة للتعبير عن نفسه والتفاعل مع أقرانه بثقة وراحة .

وبينت” , أنها اختارت الروضة بعد توصيات من الأصدقاء والعائلة الذين سبق أن خاضوا التجربة , وأشادوا بجودة التعليم والاهتمام بالأطفال ، كما أجرت بحثا عبر الإنترنت وقرأت التقييمات ، قبل أن تزور الروضة بنفسها لتتأكد من جودة البيئة والمرافق التعليمي .

وأكد” المتحدث باسم وزارة التربية “كريم السيد” : أن البيئة التعليمية الأنسب للأطفال هي البيئة المتطورة , من حيث البنى التحتية والتي تتوفر فيها مرافق خاصة ووسائل تعليمية متقدمة , حيث” تتوفر خدمات صحية ونقل مناسبة وإدارة متمكنة من عملها , ومراقبة فعالة لرياض الأطفال .

وأشار” المتحدث باسم وزارة التربية : إلى أن هناك رياض أطفال حكومية , وأخرى أهلية مبيناً أن الرياض الأهلية غالباً ما تكون تنافسية , وتوفر إمكانات إضافية لجذب الأطفال , بينما تعاني الرياض الحكومية من محدودية في الانتشار , بسبب اعتمادها على الأساليب القديمة في التعليم وتعتمد التوزيع السكاني القديم وهو ما يتطلب خطة توسعة لمواكبة النمو السكاني .

وذكر” السيد : أن الوزارة أطلقت العام الماضي دليلاً إرشادياً خاصاً بمناهج رياض الأطفال , في خطوة تهدف إلى تنظيم العملية التعليمية للمرحلة التمهيدية , بعد أن كانت تعتمد سابقاً على أساليب تقليدية تقوم على التعليم بالحروف واللعب فقط .

وأضاف” , أن الوزارة تعمل حالياً على تنفيذ مشروع لتوسعة رياض الأطفال الحكومية , وبنائها في مناطق جديدة بما يسهم في خلق بيئة تنافسية عادلة مع الرياض الأهلية , وتوفير فرص تعليمية أوسع للأطفال في مختلف المناطق .

وفي نفس السياق أشارت” باحثة اجتماعية امتنعت عن ذكر اسمها : إلى أن رياض الأطفال الحكومية أصبحت بيئة تقليدية تفتقر إلى التطوير والبرامج الحديثة , في حين أن رياض الأطفال الأهلية تحولت إلى مشاريع تجارية , يسعى أصحابها إلى النجاح وتحقيق الإرباح من خلال تقديم خدمات متقدمة وميزات إضافية .

وأوضحت” , أن هذه المؤسسات تسعى إلى جذب أولياء الأمور عبر توفير مناهج جديدة وبرامج متنوعة تؤثر بشكل ايجابي على الطفل من خلال تعليمه الحروف الأبجدية والأرقام وبعض المعلومات الأساسية في العلوم مما يسهم في بناء قاعدة تعليمية أولية قوية , وبعضها يوفر كاميرات داخل القاعات تتيح للإباء والأمهات متابعة أبنائهم أثناء الدوام وهي ميزات لا تتوفر في الرياض الحكومية .

وأكدت” الباحثة : انه في ضوء هذه الميزات تبقى رياض الأطفال الأهلية الخيار الأنسب , ما لم تعمل الجهات الحكومية على تطوير برامجها , وتحديث مناهجها وتوفير بيئة تعليمية تنافسية تتماشى مع متطلبات العصر .

ومن جانب آخر” , التقينا إحدى المعلمات العاملات في روضة أهلية , والتي تحدثت عن آليات التقييم المعتمدة والاشتراطات الواجب توفرها في الكوادر التعليمية , مشيرةً إلى أن بعض الرياض تقيم امتحانات فصلية للأطفال , فيما تعتمد أخرى أساليب تقييم مرنة تستند إلى ملاحظة السلوك الفردي والاجتماعي , وأن أدوات التقييم تتضمن مهارات شفهية وتحريرية واجتماعية يتم متابعتها بشكل مستمر .

وبينت” : أن ولي آمر الطفل يستلم في نهاية كل فصل دراسي تقريراً مفصلاً عن أداء ابنه يعكس مدى تطوره في مختلف الجوانب التعليمية والسلوكية , وان الاعتماد على أسلوب الملاحظة يعد امرأً أساسياً في مرحلة رياض الأطفال , حيث” تسهم هذه الطريقة في قياس النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي للأطفال بشكل دقيق .

وفيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة أكدت” المعلمة : أن هناك توجيهات واضحة في التعامل معهم , وتعتمد على الاحترام والفهم دون طرح أسئلة تمس وضعهم الصحي أو النفسي , بل يتم تقديم المساعدة بطريقة مهذبة تحفظ كرامة الطفل وتراعي خصوصيته .

وفي ما يخص شروط التوظيف أشارت : إلى أن المعلمات يخضعن لاختبارات تحريرية في المادة التربوية ومقابلات شخصية مع الإدارة وتقييم عملي يستمر ليوم كامل , يتم من خلاله قياس القدرة على التفاعل مع الأطفال وتحمل مسؤوليتهم , مؤكدة” أن هذا الاختبار ضروري لاختيار الشخص المناسب للمهمة التربوية .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار