بعد انهاء تسجيل التحالفات.. الإطار يثبت حضوره الأقوى مقابل تشتت الكرد والسنة
متابعة وكالات


مع إعلان مفوضية الانتخابات إغلاق باب تسجيل التحالفات والمرشحين للانتخابات النيابية في دورتها السادسة، بدت معالم الخارطة السياسية أكثر وضوحاً.
واستطاع الإطار التنسيقي أن يسجل حضوراً ثابتاً في المشهد الانتخابي، رغم خوض بعض قواه الانتخابات بقوائم متعددة بهدف اختبار الأوزان، في وقت تظهر فيه الساحة الكردية والسنية في حالة انقسام واضحة تقلل من فرصها في مواجهة استحقاقات تشكيل الحكومة المقبلة.
الإطار التنسيقي.. تنوع قائم على وحدة الرؤية
اتخذ الإطار التنسيقي، الذي يضم القوى والأحزاب الشيعية الرئيسة، قراراً استراتيجياً بخوض الانتخابات بقوائم متعددة، سواء بتحالفات ثنائية أو فردية، وذلك من باب قراءة الميدان وتحديد حجم كل طرف انتخابياً، استعداداً لترتيب الأوراق لما بعد الانتخابات.
وبرز تحالف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحت مسمى “ائتلاف الإعمار والتنمية”، الذي ضم سبعة كيانات من داخل الإطار بينها حركة عطاء بزعامة فالح الفياض وتحالف العراقية بزعامة إياد علاوي، إلى جانب شخصيات عشائرية واقتصادية مهمة.
وفي مقابل ذلك، يستعد ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي وعصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي وتحالف قوى الدولة بقيادة عمار موسى الأسدي وتحالف الأساس بزعامة محسن المندلاوي، للنزول بقوائم مستقلة، في مشهد يؤكد سعة البيت الشيعي وقدرته على إعادة التموضع مع بقاء خيوط التنسيق قائمة لضمان وحدة القرار السياسي ما بعد الاقتراع.
كما يعزز ذلك موقف الإطار كمحور رئيس في حماية العملية السياسية وضمان استقرارها بعيداً عن المغامرات.
المشهد السني.. تشتت يعكس غياب الرؤية الموحدة
على الجانب السني، كشفت خارطة التحالفات عن استمرار الانقسام الكبير، حيث يشارك كل من تحالف “تقدم” برئاسة محمد الحلبوسي، وتحالف “عزم” بقيادة محمود القيسي، وتحالف “السيادة والمبادرة” بزعامة محمود المشهداني، في سباق منفصل، وهو ما قد يؤدي إلى تبديد أصوات الجمهور السني ويضعف موقفهم التفاوضي في المرحلة اللاحقة.
الساحة الكردية.. انقسام يبدد أوراق التفاوض
أما في الإقليم، فقد أخفقت محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة بافل طالباني في التوصل إلى تحالف انتخابي موحد، ما يترك التمثيل الكردي مشرذماً ويقلل من قدرته على فرض شروطه في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت تراكم الخلافات العميقة بين الحزبين حول ملفات الإدارة والموارد والوجود الأمني في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
تحالفات قائمة على المصالح
ويرى مراقبون أن التحالفات في العراق ما زالت محكومة إلى حد كبير بالمصالح والنفوذ الشخصي والعشائري، بعيداً عن الرؤى السياسية الواضحة أو البرامج الوطنية الشاملة، ما يجعل قوة الإطار التنسيقي وتمسكه بخياراته الموحدة أكثر حضوراً في مواجهة استحقاقات ما بعد الانتخابات.
نقلاً عن وكالة المعلومة