نائب رئيس مجلس الوزراء يفتتح في بغداد الاجتماع الإقليمي للخبراء حول قضايا المفقودين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


استضافت العاصمة بغداد، يوم الثلاثاء الموافق 27 أيار 2025، أول اجتماع إقليمي لخبراء قضية الأشخاص المفقودين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، السيد فؤاد حسين، وعدد من المسؤولين المحليين والدوليين، وممثلي المنظمات الإنسانية المعنية.
وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد الوزير أن انعقاد هذا الاجتماع يمثل محطة مفصلية لمناقشة واحدة من أكثر القضايا الإنسانية تعقيداً وحساسية، مشيراً إلى أن المنطقة والعالم شهدا خلال العقود الماضية صراعات ونزاعات وأزمات خلفت أعداداً كبيرة من المفقودين، سواء نتيجة الحروب، أو الهجرة غير النظامية، أو الكوارث الطبيعية.
وأضاف: “النتائج واحدة: أشخاص مفقودون وعائلات مفجوعة، ما يعزز الحاجة إلى تنسيق الجهود الدولية لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية متعددة الأبعاد.”
وأعرب السيد الوزير فؤاد حسين عن شكره وامتنانه للجنة الدولية لشؤون المفقودين على رعايتها وتنظيمها لهذا الحدث المهم، مشيداً بجهودها المتواصلة في دعم الدول المتضررة، وتسليط الضوء على السبل الكفيلة بمعالجة ملف المفقودين بما يحقق العدالة والإنصاف لعائلاتهم. كما استعرض التقدم الذي أحرزه العراق في هذا المجال، مؤكداً التزام الحكومة العراقية بمواصلة التعاون مع الجهات الإقليمية والدولية المختصة.
وأشار السيد الوزير إلى أن “البحث عن المفقودين ليس مجرد التزام قانوني أو وطني، بل هو واجب إنساني وأخلاقي يتطلب تعاوناً شاملاً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”، داعياً إلى تفعيل آليات تبادل المعلومات، وتقديم الدعم للمنظمات المختصة، وتعزيز الوعي المجتمعي بهذه القضية.
كما شدد على أن القضاء الوطني يجب أن يبقى الجهة المخولة حصراً بالنظر في قضايا المفقودين، لافتاً إلى أن العراق عانى لعقود من ويلات الحروب، والقمع، والاختفاء القسري، وجرائم الإرهاب، التي خلّفت آلاف الضحايا والمقابر الجماعية.
ونوّه الوزير بالجهود الكبيرة التي بذلتها المؤسسات الوطنية في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنها تستحق كل تقدير ودعم.
وفي ختام كلمته، عبّر السيد الوزير عن شكر حكومة وشعب العراق لجميع الشركاء الدوليين الذين قدموا الدعم للعراق في هذا الملف، وفي مقدمتهم فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن جرائم تنظيم داعش (UNITAD)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود والاهتمام بهذه القضية الإنسانية الملحة.
وشهد الاجتماع كلمات لعدد من الشخصيات المعنية، من بينهم السيدة كاثرين بومبرغر، المديرة العامة للجنة الدولية لشؤون المفقودين، كما تضمن جدول الأعمال جلسات حوارية تناولت أبرز الممارسات والتجارب الناجحة، والإنجازات المحققة، والخطط المستقبلية، إلى جانب استعراض الإطار القانوني والتحديات الرئيسية المرتبطة بملف المفقودين في المنطقة.