عاصمة العرب تستعيد ألقها الحضاري


كتب – مصطفى كامل الرحابي / الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني
في سياق استعدادات العراق لإستضافة القمة العربية وحملة الترويج لبغداد كعاصمة للثقافة والسياحة العربية، نظّمت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالتعاون مع فريق الإعلام الحكومي في مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء ورشة تدريبية إعلامية في هيئة السياحة الثلاثاء 6 مايو / آيار للكوادر الإعلامية في الوزارة وعدد من الجامعات العراقية والمؤسسات الثقافية ومراكز البحوث تحت عنوان (الصحافة الثقافية في العراق الجديد).
في مستهل أعمال الورشة رحبّ السيد وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار للشؤون الثقافية الدكتور فاضل محمد البدراني بالمشاركين في الندوة، مؤكداً أهمية مواكبة الإعلام الحكومي في مؤسسات الدولة للتطورات المتسارعة في تقنيات وأساليب الإعلام المعاصر، والتوفيق بين المهنية العالية ورسالة الإعلام الحكومي في تجسير الثقة بين الدولة والمواطن، وقال خلال كلمته الترحيبية إن مهمة الكوادر الإعلامية في المرحلة الراهنة تقتضي العمل على انتخاب الصيغ والأساليب الإعلامية المؤثرة من أجل نقل صورة حقيقية عن الحبيبة بغداد وما تحويه من إرث وتراث عريقيّن ونشاطات ثقافية متواصلة على مدار العام، بعيدا عن الصيغ التقليدية والقوالب الجامدة التي لم تعد تستهوي الملتقي في عصر العولمة وثورة الاتصالات.
ودعا البدراني المشاركين في الورشة إلى الإستفادة من خبرات رواد الصحافة العراقية والعمل على نقل الصورة الحضارية المشرقة لعراق اليوم وهو يستعيد ألقه ودوره الريادي في المنطقة العربية على أكثر من صعيد.
من جانبها اوضحت مديرة قسم الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتورة زهرة الجبوري أن تنظيم الورشة يأتي انسجاما مع البرامج الإعلامية الخاصة باختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، كما انها تكتسب أهمية أخرى لتزامنها مع استعدادات الصحافة العراقية لتغطية أعمال قمة بغداد العربية المقبلة.
واضافت أن قسم الإعلام في وزارة الثقافة حريص على تطوير مهارات الكوادر الإعلامية وتعزيز قدراتها في إعداد التقارير الإخبارية والترويج الإعلامي لما حققته وزارة الثقافة والسياحة والآثار من مشاريع تنسجم مع البرنامج الحكومي الذي تبناه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، وتوجهت الجبوري بالشكر إلى فريق الإعلام الحكومي في مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء لتعاونه في إعداد الورشة وتكليف إعلامي خبير بالقاء دروس تخصصية فيها.
استمرت الورشة التخصصية على مدى يوميّن قدم خلالها الإستشاري في فريق الإعلام الحكومي السيد طالب الأحمد للمشاركين دورساً عملية عن كتابة التقارير والتحقيقات الإعلامية المكتوبة والمصورة، مستعرضاً النماذج الناجحة في الإعلام العربي والعالمي على هذا الصعيد.
وأوضح الأحمد أن تقارير الإعلام المعاصر تتسم بالإختزال الشديد وتركّز على استخدام الصورة الثابتة والمتحركة بشكل جذّاب ومناسب عند تسويق أي فكرة والتوريج لها بإسلوب تشويقي يبتعد عن الإنشاء والمباشرة في مخاطبة المتلقي.
ودعا الأحمد الكوادر المشاركة في الورشة إلى الإقترب من نبض الشارع العراقي ورصد الحياة اليومية للناس عند كتابة تقارير تتصل بالسياحة أو بالشأن الثقافي، وقال أن المتلقي يهمه في المقام الأول أن يرى الصورة بكل أبعادها، ولذا فمن الضروري أن يكون لدى الصحفي عين بانورامية ثاقبة وقادرة على تحويل حتى أبسط التفاصيل في الحياة اليومية إلى مادة إعلامية مشوقة ومؤثرة في وجدان الملتقي، مشيراً إلى أن الصحفي الناجح يجد دوما مادة تستحق الكتابة عنها طالما هو يعيش هموم الناس وتطلعاتهم وآمالهم، فالصحافة الجادة والملتزمة هي البرلمان الحقيقي للناس البسطاء، وهذا هو الطريق المختصر لكسب ثقة المواطن وتجسير صلته بالدولة ومؤسساتها.
وشدّد الأحمد على أهمية الصدق في تقديم المعلومة لكسب ثقة المتلقي، ولفت إلى أن العراق الجديد فيه العديد من الجوانب المشرقة والتي تبعث على الفخر وجديرة بتسليط الأضواء عليها، ولكن هنالك بعض الوسائل الإعلامية تنظر للأسف فقط للجزء الفارغ من الكأس، موضحاً أنه ليس من مهمة الصحفي إشاعة الإحباط لدى الجمهور بل أن مهمته الواقعية بالعكس من ذلك تماماً.
وفي ختام اليوم الثاني للورشة تم اختبار نماذج من التقارير التي قدمها المشاركون للأستاذ المحاضر طالب الأحمد، والذي أثنى بدوره على حيوية التفاعل التي ميّزت الورشة، مؤكداً استعداد فريق الإعلام الحكومي لإقامة ورشات تدريبية لكل الكوادر الإعلامية في الوزرات والهيئات والمحافظات لأجل الإرتقاء بالأداء الإعلامي ومواكبة كل جديد في عالم الإعلام المعاصر.