منوعات

سؤال ماذا لو اختفى النفط غداََ

بقلم /الدكتورة نادية الجدوع :-

مع تزايد الاعتماد بصورة كبيرة على الفحم والنفط، في تحريك عجلة الصناعة المتسارعة، وتزايد انتاجها، يجري الحديث عن ايجاد طاقة بديلة، والسؤال الذي يتكرر، هل هناك طاقة بديلة عن الطاقة الاحفورية في تسيير تلك العجلة بنفس قدرتها.
ففي وجود عالم بلا نفط يمكن لنا ان نستنتج ما يلي:
يكفي تأمل حالة الفوضى والشلل التي ستصيب حياة البشر، فلن يتمكن الناس من الذهاب إلى العمل، ولن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، والى جانب قائمة طويلة من الممنوعات.
فمع اختفاء النفط لن يكون هناك وقود طائرات أو بنزين أو ديزل، وستتقطع السبل بالسيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي والحافلات والشاحنات، وتتوقف الطائرات، والسكك الحديدية للشحن والركاب التي تعمل بالديزل، وستتعرض صناعة الشحن، التي تنقل البضائع والركاب للدمار.
لن يكون هناك أي فائدة من استدعاء خدمات الطوارئ، وستكون غالبية سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وسيارات الشرطة ومروحيات الإنقاذ ومركبات الطوارئ الأخرى مُعطلة، كما ستختفي معظم الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لأن مكوناتها البلاستيكية مشتقة من النفط، لذلك سيكون من الصعب العثور على طريقة للتواصل مع خدمات الطوارئ.
فلو اختفى النفط، تختفي معه المنتجات النفطية وهذا من شأنه أن يؤثر في إنتاج السيارات الكهربائية ومع تعطل سلاسل التوريد، فإن هيكل بطاريات الليثيوم أيضاً، التي تتكون من أربعة أجزاء، مصنوعة عادةً من منتجات البولي إيثيلين أو البولي بروبيلين القائمة على النفط، وسيتوقف وجود المطاط الصناعي المشتق من النفط والمستخدم في إطارات السيارات والدراجات.
كذلك، سيتأثر إنتاج الغذاء فالعديد من المركبات الضرورية في الزراعة- الجرارات، وآلات جز العشب، والحصادات، والمكبسات، والرشاشات، والبذارات ستتوقف عن العمل، ولن تتوافر عبوات المواد الغذائية اللازمة للتخزين والحفظ، إذ يُستخدم الفحم البترولي، وهو منتج ثانوي في تكرير النفط، كمادة وسيطة في تصنيع الأسمدة الاصطناعية، والتي تُعتبر مهمة في زيادة إنتاجية المحاصيل، ومن المرجح أن يترتب على ذلك نقص الغذاء.
وفي مجال قطاع البناء ستتعطل المركبات التي تعمل بالديزل، وستظل الحفارات والجرافات والشاحنات القلابة والرافعات وخلاطات الأسمنت والبكرات الاهتزازية والرافعات المدمجة معطلة، ولن يكون من الممكن بناء منازل أو مبان جديدة أو إجراء أعمال صيانة حيوية لها”.
اما في مجال الخدمات الصحية فسيكون الأمر كارثياً في حال اختفاء النفط، في كل مكان، وسيفتقر الموظفون إلى القدرة على الحركة، وستتقطع السبل بالإمدادات الأساسية، وبعيداً عن وسائل النقل، يُعد البترول مادة خام أساسية للأدوية والبلاستيك والإمدادات الطبية مثل قفازات اللاتكس، والأنابيب الطبية، والمحاقن الطبية، والمواد اللاصقة، وبعض الضمادات، والمطهرات، ومعقمات الأيدي، ومواد التنظيف، والأطراف الاصطناعية، وصمامات القلب الاصطناعية، وأقنعة الإنعاش، والسماعات الطبية، وماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي، وأقلام الأنسولين، وأكياس الحقن، وتغليف الأدوية، وأقنعة الوجه، ومُعدات الحماية الشخصية مشتقة إلى حد كبير من المواد البترولية”.

إذا اختفى النفط، فستتأثر صناعة الطاقة المتجددة، وتختفي الألياف الزجاجية والبلاستيك اللازم لبناء معظم توربينات الرياح، ويختفي الإيثيلين المستخدم في إنتاج الألواح الشمسية، وستصبح معظم مركبات التعدين- الشاحنات الكبيرة وأجهزة الحفر الدوارة وأجهزة حفر الصخور اللازمة لاستخراج المعادن المهمة التي يعتمد عليها إنتاج محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومزارع الرياح والمركبات الكهربائية، معطلة

إذا اختفى النفط غداً، فستتأثر المنازل إلى درجة كبيرة لا يمكن التعرف إليها، وهناك احتمال أن تنهار بعض الأسطح إذا كان البيتومين مكوّناً رئيسياً لها، وستختفي المواد الأخرى المستخدمة في عزل المنازل، وإذا اعتمدت المنازل على زيت التدفئة، فلن تكون هناك تدفئة وستتأثر أرضيات المشمع والبلاط وطلاء الجدران تحديداً، ومن المرجح أن يتأثر إنتاج الأثاث والوسائد والسجاد والستائر والأطباق والأكواب المصنوعة من المنتجات المشتقة من النفط”.
تحدي نظافة المنازل
“سيكون الحفاظ على نظافة المنازل تحدياً، إذا اختفى النفط حيث سيتأثر إنتاج منظفات الغسيل ومنظفات الأطباق عادة ما تكون مشتقة من المنتجات البترولية، والصابون، ومعجون الأسنان، وغسول اليد، ومزيل العرق، والشامبو، وكريم الحلاقة، والنظارات، والعدسات اللاصقة، والأمشاط، والفرش، التي تحتوي جميعها عادةً على منتجات مشتقة من البترول وسيكون الوصول إلى أي مكان أمراً صعباً، إذ سيختفي الإسفلت الذي يمهد الطرق وممرات المشاة

إذا اختفى النفط غداً، فستُفقَد ملايين الوظائف، وتُستنزف عائدات الضرائب لبعض الدول، ويتقلص الإنتاج الصناعي، ويتقلص النمو الاقتصادي العالمي، وتتفاقم محنة الذين يعانون من فقر الطاقة، وهذه ليست القائمة الكاملة لكل ما يمكن أن يتأثر في العالم، في مثل هذا السيناريو الذي لا يمكن تصوره حتى الآن

ان ضرورة الحرص على عدم تدمير الحاضر باسم الحفاظ على المستقبل، من المهم أن نفهم جميعاً الفوائد الهائلة التي يستمر النفط والمنتجات المشتقة منه في تقديمها للناس والدول في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار