كتُـاب وكالة أرض آشور

الانفصال واجهة شرعية لأنحلال الابناء

الكاتبة: عبير القيسي:-

يعد الطلاق من مشاكل الوقت الراهن العصيبة والمنتشرة بشكل فظيع، فحصيلة كل محافظة شهرياً من الطلاق بعد الجرد القضائي تتجاوز الالف حالة وهذا ما يعني أن كل شهر نبني خمسمئة بيت ونهدم الف بيت اخر بما فيه هدم البُنية الأسرية بالكامل فأننا لو افترضنا أن لكل زوجين طفلين في الحد الادنى هنا نتسائل ماذا سيكون مصيرهم بين ابوين منفصلين؟
ما الاثار النفسية التي تترتب عليهما وهما يعيشان ظروف مشتتة بين ابائهم؟

أعتقد أنها مسببة للكثير من المشاكل النفسية التي تخضع الاولاد الى الإهمال والتسيب والتشرد الدراسي ونحن كباحثين اجتماعيين في التربية الحديثة ومن خلال التماسنا الحاد مع الطلبة في المدارس نعاني من هذه المشكلة الفعلية انفصال الوالدين عن بعض
(الهجر أو الطلاق )وبالتالي يقع الضرر الاكبر على الابناء ..
حيث يتغيب الطالب عن دوامه لأيام متتاليات وعندما نستدعي ولي امره يعزف عن المجيء الى المدرسة أضف الى ذلك يعيش الطالب وضع انعزالي صعب داخل البيئة المدرسية مع الاهمال الفعلي لدروسه وصحته النفسية والجسدية وهنا ليس ذنبه أن كان اختيار والديه خطأ أو عدم الانسجام

وبرأيي الشخصي أعتقد أن الابناء ليس لهم ذنب ليدفعوا ثمن اختياراتكم الخاطئة وليس لهم ذنب ليسددو فاتورة انجابكم إليهم، الزواج قرار عقلي مصيري واعي والانجاب قرار عقلي مصيري واعي الجميع يعرف ماذا يترتب على اتخاذه قرار الارتباط وماهي متعلقات الانجاب وماهي مساوئ وربما محاسن الانفصال
فلذا قرار الانفصال يجب أن يكون مُضمَّن بتفاهم حول كيفية تربية الابناء بعده وكيفية دراستهم ونشأتهم بصورة صحية بعيدة عن الضغوط والصراعات والحروب النفسية التي تنشأ بينكما انتما الزوجين .. أن من المشاكل التربوية الحديثة التي نواجهها كإرشاد تربوي بصورة عامة في جميع المدارس إهمال الطالبة لدوامها ولمستواها العلمي وحتى حالتها الصحية بسبب تشتتها ما بين الاب والام وذلك بسبب عدم ايجاد صيغة تفاهم تقود السفينة الأسرية الى بر الامان، وبالتالي فأن الزواج محصلة اختيار وقرار مصيري كانت ثماره زهور المستقبل ابنائكم أن شئتم تتحملون المسؤوليات كافة لتبعات الانفصال فأن اولاها الحفاظ على الصحة النفسية للابناء وعدم اتباع سياسة الاحقاد وفتح النار على بعض ووقودها ابنائكم أن وقعت الحضانة لأحدكم لا تجعلها فوهة رصاص ترمي بها خصمك وتحرمه من فلذة كبده بل العكس اجعل المودة والرحمة والصداقة قائمة بعد هذه الخطوة من اجل سلامة اطفالك .. حيث أننا من منطلق المسؤولية وجبت علينا التوعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار