استقبال السوداني لوزير الخارجية السوري المخرجات وردود فعل الشارع العراقي

*الحقوقية انوار داود الخفاجي*
في ظل التطورات الأخيرة في سوريا، خاصة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق الساحل السوري، استقبل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في زيارة رسمية إلى بغداد. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تسعى الدول المجاورة لسوريا إلى فهم ومواكبة المستجدات على الساحة السورية.
خلال اللقاء، أكد السوداني على دعم العراق لاستقرار سوريا ووحدتها، مشددًا على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري في تقرير مصيره دون تدخلات خارجية. كما أبدى استعداد العراق للمساهمة في دعم سوريا في جهود إعادة الإعمار وتقديم التسهيلات اللازمة في هذا الشأن.
من جانبه، أعرب الشيباني عن تقدير سوريا لمواقف العراق الداعمة، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة.
تباينت ردود فعل الشارع العراقي تجاه هذه الزيارة في ظل الأحداث الأخيرة في سوريا، خاصة بعد التقارير التي تحدثت عن مذبحة استهدفت العلويين في مناطق الساحل السوري. هذه الأحداث أثارت مشاعر الغضب والحزن لدى العديد من العراقيين، خاصة وأن العراق يضم تنوعًا طائفيًا ومذهبيًا يجعله يتأثر بما يحدث في دول الجوار.
عبر بعض العراقيين عن تضامنهم مع الضحايا وأسرهم، داعين إلى ضرورة محاسبة المتورطين في هذه الأعمال الإجرامية. في المقابل، رأى آخرون أن العراق يجب أن ينأى بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مركّزين على أهمية التركيز على القضايا الداخلية الملحّة.
على الصعيد الرسمي، أدانت الحكومة العراقية بشدة الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين في سوريا، مؤكدة على موقفها الثابت في دعم وحدة واستقرار سوريا. كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين ووضع حد للأعمال العدائية التي تستهدفهم.
أما على الصعيد الشعبي، فقد نظمت بعض الفعاليات والوقفات التضامنية مع الشعب السوري، معبرة عن رفضها للعنف والاقتتال الطائفي. في المقابل، حذر بعض المحللين من أن تنعكس هذه الأحداث على الوضع الداخلي في العراق، مشددين على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتجنب الانجرار وراء الخطابات التحريضية.
تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في التعامل مع الملف السوري، خاصة في ظل التطورات الأخيرة. فعلى الرغم من الرغبة في دعم استقرار سوريا، إلا أن العراق يجب أن يوازن بين هذا الدعم وبين مصالحه الوطنية وعدم التورط في صراعات إقليمية قد تؤثر سلبًا على أمنه واستقراره.
كما أن التنوع الطائفي والمذهبي في العراق يجعل من الضروري التعامل بحذر مع الأحداث في سوريا، لضمان عدم انتقال التوترات إلى الداخل العراقي. وهذا يتطلب جهودًا مضاعفة من قبل الحكومة والقوى السياسية والمجتمع المدني لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الخطابات الطائفية.
وفي الختام تأتي زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد في ظل ظروف إقليمية معقدة، تتطلب من العراق اتخاذ مواقف متوازنة تراعي مصالحه الوطنية وتدعم استقرار المنطقة. وفي الوقت نفسه، يجب على الحكومة العراقية الاستماع إلى نبض الشارع والتعامل بحكمة مع ردود الفعل الشعبية، لضمان الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية.