رئيس الجمهورية للزعماء والقادة العرب: العراق يرفض أية محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية


أكد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، رفض العراق لأية محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية ومصادرة أراضيهم.
وشدد السيد الرئيس، اليوم الثلاثاء 4 آذار 2025، في كلمة خلال مشاركة فخامته بأعمال مؤتمر القمة العربية الطارئة في القاهرة، على رفض العراق لسياسات التصفية العرقية التي ينتهجها الكيان المحتل بحق الشعب الفلسطيني والتي تمثل خرقا جليا للقوانين الدولية والإنسانية، مؤكدا دعم العراق الكامل لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة تلك الاعتداءات المستمرة التي يقترفها الكيان الغاصب ضد المدنيين العزل والمؤسسات المدنية والأماكن المقدسة.
ودعا فخامته المجتمع الدولي والإسلامي للتحرك السريع وللتصدي بشكل موحد وحازم لجميع المشاريع التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم وبلادهم دون وجه حق وبشكل ممنهج.
و في ما يلي كلمة فخامة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة العربية الطارئة في القاهرة:
“جلالة الملك حمد بن عيسى أل خليفة
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
أعضاء الوفود الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسرني في مستـــهـــل هذه الكلمة ان أتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان لفخامتكم ومن خلالكم الى الشعب المصري الشقيق على استضافة أعمال هذه القمة الطارئة التي تمت الدعوة اليها في ظروف انسانية وأمنية معقدة، تمر بها منطقتنا، تتمثل بمحاولة الاجهاز على القضية الفلسطينية وعلى الحق الأصيل للفلسطينيين في أرضهم وحق العودة للاجئين وتعويضهم بموجب قرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرار المحكمة الدولية والتي تدعو جميعها الكيان الصهيوني للعمل على إنهاء الوضع غير القانوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو الدول لعدم الاعتراف بالوضع الواقع غير المشروع عن وجود هذا الكيان، وعدم الاعتراف بأي تغييرات في الطابع المادي أو التكوين الديمغرافي للأرض التي احتلها الكيان الاسرائيلي.
إن العراق ومن هذا المنبر، يجدد موقفه الثابت والداعي لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا وعاصمتها القدس الشريف ويرفض سياسات التصفية العرقية التي ينتهجها الكيان المحتل بحق الشعب الفلسطيني والتي تمثل خرقا جليا للقوانين الدولية والانسانية والتي ترقى لجرائم الحرب والابادة الجماعية، سيما استهدافه للمجمعات السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية التي نتج عنها سقوط الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
كما يدين بلدي وبشدة قرار الكيان الإسرائيلي بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين الاونروا (UNRWA) على الأراضي المحتلة، والدعوة لتهجير مليوني فلسطيني من أراضيهم في غزة الى أراضي دول اخرى والتي تعد جميعها جرائم حرب مكتملة الاركان.
يؤكد العراق دعمه الكامل للحق الفلسطيني الأصيل ولصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة تلك الاعتداءات المستمرة التي يقترفها الكيان الغاصب ضد المدنيين العزل والمؤسسات المدنية والأماكن المقدسة، مستعينا بشتى الذرائع والأكاذيب، ليبرر ممارساته البشعة بحق شعبنا الفلسطيني في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب على مرأى ومسمع العالم، وبما يجعل القوانين والمواثيق الدولية موضع التشكيك حين باتت هشة ولا يمكن التعويل عليها، وأن مفهوم الانسانية أصبح مزدوج المعايير عندما يتم استهداف الفلسطينيين ودول المنطقة.
ومن هنا فان العراق يحذر من الآثار الكارثية للمشاريع التي تستهدف تصفية الفلسطينيين وحرمانهم من احقيتهم بأرضهم والتبعات الخطيرة التي ستؤول على دول المنطقة بما يهدد الاستقرار والامن فيها وتنذر بمزيد من الصراعات التي لا يمكن السيطرة عليها، ومن منطلق حرصنا على الأمن والاستقرار الدوليين ندعو لوضع حلول واقعية والأخذ بزمام الأمور وذلك عبر ما يلي:
أولاً: دعوة المجتمع الدولي والإسلامي للتحرك السريع وللتصدي بشكل موحد وحازم لجميع المشاريع التي تدعو الى تهجير الفلسطينيين من ارضهم وبلادهم دون وجه حق وبشكل ممنهج، والتي تتسبب في تفاقم الوضع الانساني فيها للحيلولة دون عودتهم الى ديارهم مع استمرار سياسات التمييز العنصري والحصار وانتهاك القيم والمبادئ الانسانية.
ثانياً: ندعو الى التحرك العاجل لإعادة إعمار قطاع غزة، ونجدد دعوتنا الى إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة بعد العدوان ووضع تقييم مدروس يحدد الاحتياجات، عبر تشكيل فريق دولي بالتعاون بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدةـ يعمل على تقسيم الالتزامات بين الدول المشاركة بطريقة منهجية، مع استمرار تكثيف كل الجهود لإيصال المساعدات الانسانية والطبية الى الشعب الفلسطيني ، والضغط على الكيان الصهيوني لإعادة فتح المعابر الحدودية، لتوفير المتطلبات الأساسية لديمومة الحياة للأخوة الفلسطينيين منعا لتهجيرهم الى مناطق أخرى، و ندعم وبقوة الخطة المطروحة في القمة في هذا الاطار.
ثالثاً: ندعو المجتمع الدولي عبر الامم المتحدة، سيما مجلس الأمن الدولي لإصدار القرارات اللازمة التي من شأنها اعادة بناء الثقة بالمنظومة الدولية وإلزام الكيان الغاصب بوقف خرق إطلاق النار والامتناع عن ممارسة سياسة التهديد لدول المنطقة ووضع حد للعنف والقصف الذي يشنه ضد المدنيين، والتهديد بترحيلهم أن يقوم المجلس بمسؤولياته التي يضطلع بها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
رابعاً: التصدي لقرارات الكيان الإسرائيلي في إعاقة مهام المنظمات الدولية وبالأخص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتي فاقمت معاناة الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء، وفقدان مياه الشرب والوقود، بعد أن أحكم الاحتلال غلق المعابر ومنع دخول المساعدات، واستهدف المؤسسات وموظفي المنظمات الدولية، والتي تعد أدلة واضحة على عدم اكتراث الاحتلال لتلك القوانين واستخفافه بالمجتمع الدولي.
كما يرفض العراق وبشدة اية محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية ومصادرة أراضيهم وتهويد المناطق الفلسطينية وتوسيع بناء المستوطنات التي كان وما يزال ينتهجها الكيان الغاصب، مع التأكيد على حق اللاجئين والمهاجرين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم ومناطقهم الأصلية. ونطالب الدول العربية والاسلامية والمنظومة الدولية بعدم الاعتراف بشرعية اي وضع ناشئ عن هذه الممارسات غير القانونية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي
واذ نتطلع إلى مخرجات عملية لهذه القمة في تحشيد الدعم وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة بطريقة منسقة، واعادة بناء قطاع غزة، فإننا نتقدم بالشكر والتقدير الى الدول والمنظمات والشخصيات التي رفعت صوتها ضد الانتهاكات التي يرتكبها العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مجددين موقف العراق الثابت في مساندة القضية الفلسطينية ودعم ابناء الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من أجل نيل حقوقه المشروعة في اقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.