منوعات

المجتمعات النفعية باطيافهم الشيعية والسنية والكردية

حسن حنظل النصار…
تلعب القيادات السياسية والدينية دورًا محوريًا في تشكيل مسارات المجتمعات المختلفة، إلا أن بعض هذه القيادات تُعرف بكونها نفعية، أي أنها تضع المصالح الشخصية أو الفئوية فوق المصلحة العامة. هذه الظاهرة ليست حكرًا على طائفة أو قومية معينة، بل تمتد لتشمل مختلف التيارات السياسية والاجتماعية في العالم العربي والإسلامي، بما في ذلك القيادات الشيعية والسنية والكردية.
النفعية في القيادات الشيعية
شهدت المجتمعات الشيعية على مر التاريخ قيادات حملت توجهات مختلفة، فمنها ما كان إصلاحيًا ومنها ما كان نفعياً يسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية أو حزبية. في كثير من الأحيان، تستغل بعض القيادات الشيعية العاطفة الدينية والمظلومية التاريخية لحشد التأييد، ثم توظف هذا الزخم في خدمة أجندات سياسية أو اقتصادية تخدم فئات محددة، سواء كانت مرتبطة بجهات خارجية أو بمراكز قوى داخلية.
تظهر النفعية في بعض هذه القيادات من خلال:
1. استغلال المرجعيات الدينية لتحقيق مكاسب سياسية.
2. التحالف مع قوى خارجية لضمان استمرارية السلطة حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية.
3. إدارة الدولة بطريقة محاصصاتية تضمن استمرار النفوذ بدلًا من تحقيق تنمية حقيقية.؟
..
النفعية في القيادات السنية
كما هو الحال مع القيادات الشيعية، فقد شهدت المجتمعات السنية قيادات نفعية وظّفت الشعارات الدينية والقومية لخدمة أجنداتها الخاصة. في بعض الدول، استغلت هذه القيادات المخاوف من التمدد الطائفي أو صعود الإسلام السياسي لإضفاء شرعية على بقائها في السلطة، حتى لو كان ذلك عبر صفقات غير معلنة أو تحالفات غير متوقعة…
تتجلى النفعية في القيادات السنية عبر:
1. استخدام الخطاب الديني لتبرير سياسات تخدم الطبقة الحاكمة بدلاً من المجتمع.
2. الارتهان للقوى الخارجية سواء أكانت إقليمية أو دولية، لضمان استمرار النفوذ.
3. إضعاف المؤسسات الوطنية وإبقاء الدولة في حالة من التبعية السياسية والاقتصادية.
..
النفعية في القيادات الكردية

أما في الحالة الكردية، فإن القيادات السياسية تواجه تحديات مختلفة بسبب طبيعة القضية الكردية، التي تتمحور حول الهوية القومية والحقوق السياسية. ومع ذلك، فإن بعض القيادات الكردية النفعية عملت على استغلال القضية القومية لتحقيق مكاسب ضيقة، سواء عبر تحالفات مع قوى إقليمية أو من خلال سياسات احتكارية داخلية تخدم النخبة الحاكمة أكثر مما تخدم عامة الشعب الكردي
تظهر النفعية في بعض القيادات الكردية من خلال:
1. المساومة على الحقوق القومية مقابل مكاسب سياسية آنية.
2. احتكار السلطة داخل فئات محددة من النخبة الحاكمة دون إتاحة الفرصة لبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية.
3. اللعب على التناقضات الإقليمية لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، دون النظر إلى المصالح العامة للشعب الكردي.

الخاتمة..

النفعية.. في القيادات السياسية، سواء كانت شيعية أو سنية أو كردية، تمثل تحديًا كبيرًا أمام التنمية الحقيقية والاستقرار السياسي. تكمن المشكلة الأساسية في أن هذه القيادات غالبًا ما تضع المصالح الشخصية أو الفئوية فوق مصلحة الشعب، مما يؤدي إلى استمرار الأزمات والصراعات. الحل يكمن في تعزيز الوعي الشعبي، ودعم القيادات التي تمتلك مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، والسعي نحو بناء مؤسسات قوية لا تعتمد على شخصيات نفعية، بل على أنظمة حكم قائمة على العدل والمساواة.

==============
🛑 ملاحظة: ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسية الوكالة.. لذا اقتضى التنويه

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
وزير الداخلية يهنئ الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك دائرة التربية البدنية والرياضة تجري قرعة البطولة الرمضانية لرواد الوزارات والمؤسسات الحكومية بخماسي ... رئيس مجلس يهنئ الشعب العراقي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك بتول الحداد تقدم دور الخادمة نعمة بشكل جديد فى مسلسل «وتقابل حبيب» ل ياسمين عبد العزيز رئيس الجمهورية يبحث مع السيد عمار الحكيم الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد شرطة بغداد الرصافة تلقي القبض على (3) متهمين مطلوبين قضائيا السفارة العراقية في أنقرة تنظّم ندوة حول تسهيل منح سمات الدخول للمستثمرين الأتراك وفرص الاستثمار في ... العامري من ديالى: يجب ان تتظافر الجهود للإعمار وتطوير الزراعة وانشاء المدن الصناعية عضو لجنة النفط البرلمانية : شركة أوكرانية هزيلة و وهمية تغتنم ملايين الدولارات من عقد تطوير عكاز الغ... المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني يعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان المبارك