الوطنية الاليفة ووهم الخلافة !؟


🖊️ عمر الناصر :-
وفقًا لتقرير القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم ( CENTCOM ) الصادر في يوليو ٢٠٢٤ ، نفذ تنظيم الدولة “داعش” اكثر من ١٥٣ هجوم في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٤ ، بعد ان استطاع سرقة لقب أهم تنظيم جهادي عالمي خلال العشرة اعوام المنصرمة، نتيجة تكيفه مع الظروف وازدياد نشاطه وتهديداته مقارنة بالعام الذي سبقه، سيما بانه من التنظيمات القلائل التي لا ترى في ضعف الموارد تأثير على تماسك ومركزية وعقيدته السلفية الجهادية، عكس بقية الحركات الراديكالية في العالم مثل ” حركة أوم شنريكيو AUM ” الدينية اليابانية المتطرفة التي ارتكبت هجمات متزامنة بغاز السارين على مترو طوكيو في اذار ١٩٩٥.
على الرغم من جميع محاولات التصدي للافكار المتطرفة عسكريا وأمنيا وسبرانياً، وصرف المليارات من الدولارات في حقل مكافحة الارهاب وتشريع الكونغرس لقانون ” جاستا ” المتضمن “العدالة ضد رعاة الارهاب ” واتباع احدث الاسلحة المتطورة لاجل القضاء على تنظيم الدولة، الا انه غاب عن مخيلة مراكز الفكر والابحاث Think Tank تحديث نفسها بقفزات نوعية للولوج الى مضمار تحليل البيئة وقياس الاثر ، ولعبها دور محوري بتسريع وتعجيل تغيير قناعات التنظيم لاجل حل نفسه بنفسه كما دعى اليوم ” عبدالله اوجلان ” لحل حزب العمال الكوردستاني، وتقديم دراسات واقعية وغير كلاسيكية وايجاد خطط وتكتيك مغاير لتمكين “سياسة النخر والتفتيت ” من الداخل، والارتقاء بجودة العمليات النفسية والإستخبارية والتركيز على “نظرية القضم ” واتباع استراتيجية التكسير النظيفة Clean break وانضاج “معركة الوعي” .
الحديث عن عودة نشاط وتأثير تنظيم “داعش “والخوف من فرض الهيمنة والتوسع داخل العمق العراقي لاستعادة وهم الخلافة , ماهي الا محاولات تسعى لتسويقها بعض الاطراف المتضررة من الاستقرار الامني والمجتمعي الذي تحقق من خلال تجفيف منابع الارهاب داخل وخارج الخواصر الرخوة، يراد منه تحقيق غايات معينة تستخدمها القوى الناعمة لتمرير رسائل سياسية لنيل المكتسبات من خلال عودة دوامة العنف وضرب عمق الدولة ، ومن يقارن قوة وتماسك التنظيم بين عام ٢٠١٣ وعام ٢٠١٧ سيجد بان الخلافات الداخلية الادارية والايدلوجية بين عناصره “المناصرين والمهاجرين” واصحاب الارض تلعب دوراً كبيراً في تنامي مشكلاته وانحسار قدراته ، في زمن اصبح لديه صعوبة بالاستقطاب والتجنيد ، رغم الدعم والدفق الاعلامي له والمتمثل باكثر من ٧ مواقع الكترونية مهمة، ووجود اكثر من ٩ مؤسسات اسلامية اخرى مسانده له.
يتبع …
خارج النص / “الوطنية الاليفة” تعني اما حكم مباشر او الاتيان بقوى لهم شعبية تتعاون مع اميركا.
=================
🛑 ملاحظة : إن كل ما ينشر من مقالات، تعبر عن رأي الكاتب ولا تعتبر من سياسة الوكالة