احمد الطيب /مصر..
تفتتح الدكتورة صالحة المصري معرضها بعنوان “ستيولا” في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، بداية من اليوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 2025 و يستمر حتى نهاية الشهر .
في معرضها “ستيولا”، تقدم الفنانة صالحة المصري عددًا من الجداريات الخزفية التي تعبر عن أهمية ارتباط الإنسان بموروثه الثقافي الذي يمثل جذوره وهويته.
يتمثل معرض الدكتورة صالحة في كونه الحلقة الثانية في سلسلة معارض “كيراموس”، التي بدأتها الفنانة في يناير من العام الماضي، محاولةً إعادة إحياء التراث من خلال استخدام تقنيات تطويع الدخان في مرحلة الاختزال.
يعود تصميم القطع الفخارية إلى حضارات ما قبل الأسرات مثل “حضارة مرمدة بني سلامة، حضارة دير تاسا، حضارة البداري، وحضارة نقادة بمراحلها الثلاث، وحضارة المعادي”.
تتميز أعمال الفنانة صالحة المصري باستخدام ألوان ترابية ولمسات فنية تستدعي الأواني الفخارية من تلك الحضارات، مستبدلة النقوش التقليدية بنقوش مستوحاة من الخط المسماري والخطوط الأخرى من حضارات الشرق الأدنى.
بينما تتمسك الفنانة صالحة بالمرجعيات التاريخية في التقنيات والشكل، تضيف أبعادًا مفاهيمية حديثة على أعمالها باستخدام الخطوط الكتابية كعنصر تشكيلي، ما يعكس تأثيرات المدارس الفنية الغربية مثل التجريدية الحروفية في القرن العشرين. تعمل هذه الخطوط على إضفاء جمالية على القطع الفنية، بعيدًا عن وظيفتها الدلالية.
تستلهم الفنانة صالحة المصري فكرتها الأساسية من آنية “ستيولا” المقدسة عند المصريين القدماء، والتي ترمز إلى المياه الأزلية ودورها الفعال في عملية الخلق. أعمال المعرض تؤكد أهمية ارتباط الإنسان بموروثه الثقافي.
واعتمدت الفنانة في معرضها تنسيق القطع في فضاء العرض بشكل يسمح للمتلقي بالتفاعل مع الأعمال الفنية في تجربة غامرة. قدّمت مجموعة من الأعمال الخزفية التي تعيد قراءة فخار عصر ما قبل الأسرات بمفاهيم جمالية معاصرة، بعيدًا عن وظيفتها الأساسية لتتجلى بمفاهيم حداثية.
ويظهر المعرض أهمية تطويع التراث بأساليب فنية حديثة، ويعكس قدرة الفنانة على توظيف تعدد الروافد في إقامة تجربة فنية ذات خصوصية تتجاوز التصنيفات المدرسية.
