الأخبار المحليةتقارير وتحقيقات

الاحتلال البنغلاديشي-الباكستاني للعراق: عندما استُبدل الشباب العراقي بالعمالة الأجنبية!

*الحقوقية انوار داود الخفاجي*

بعد سنوات من الانتظار والتخطيط، اكتمل أخيرًا مشروع التنمية في العراق، وتحولت البلاد إلى مركز إقليمي للشركات العالمية، حيث ناطحات السحاب، والمصانع المتطورة، والموانئ العملاقة، وخطوط السكك الحديدية الحديثة. ومع هذا التحول الكبير، واجهت الحكومة والشركات الأجنبية مشكلة غير متوقعة: أين هم العراقيون الذين سيشغّلون كل هذه التكنولوجيا المتقدمة؟

*فرصة ضائعة*: الشركات تبحث عن مهارات غير متوفرةرغم توفر عشرات آلاف الوظائف، لم يكن معظم الشباب العراقي مؤهلين لشغلها، فالمتطلبات الجديدة كانت تحتاج إلى مهارات في الذكاء الاصطناعي، وأتمتة المصانع، وإدارة الأنظمة الرقمية، وهي أمور لم تكن ضمن اهتمامات معظم الخريجين، الذين كانوا مشغولين بانتظار التعيينات الحكومية أو البحث عن فرص سهلة.
حينها، لم تجد الشركات خيارًا سوى البحث عن العمالة الجاهزة .
وهكذا بدأ الغزو غير المتوقع احتلال بنغلاديشي-باكستاني، لكن هذه المرة بوظائف شرعية ورواتب مغرية!

*الغزو الناعم*: البنغال والباكستانيون يسيطرون على السوق
خلال أشهر قليلة، غصّت شوارع بغداد والبصرة وأربيل بعمال من جنوب آسيا، حيث كانوا يشغلون كل الوظائف الحديثة التي لم يستطع العراقيون ملؤها. في المصانع، تجد مهندسًا باكستانيًا يدير خط الإنتاج، وفي الأبراج، تجد تقنيًا بنغلاديشيًا مسؤولًا عن تشغيل الأنظمة الذكية، وحتى في الأسواق، بدأ العراقيون يسمعون عبارات غريبة مثل:
*”صاحب، هدا سعر أخير، ما في تخفيض!”*
في المطاعم، ظهرت أكلات جديدة لم تكن مألوفة: كاري حار، وسمبوسة مشبعة بالتوابل، وحتى شاي “مسالا” صار ينافس الشاي العراقي التقليدي!
ردة فعل الشباب العراقي: غضب لكن بدون حلول أمام هذا الزحف الاقتصادي، بدأ العراقيون يشعرون بالإحباط. جلس أحد الشباب في مقهى وقال لصديقه:
*”يا معود، كل الشغل راح للباكستانيين، احنا شنو دورنا؟”*

فيرد صديقه بعد سحبة أركيلة طويلة:
*”أخوي، احنا هم جانت عدنا فرصة نتعلم، بس فضلنا نضيع وقتنا عالسوشيال ميديا وتيكتوك!”*

وبالفعل، كان الكثير من الشباب قد تجاهلوا التحذيرات بضرورة تعلم المهارات الحديثة، معتقدين أن التعيينات الحكومية ستعود، أو أن الرواتب ستأتي دون مجهود. لكن في النهاية، الاقتصاد لا ينتظر أحدًا، فحين وجدت الشركات أن العراقيين غير جاهزين، استبدلتهم بمن هم مستعدون فورًا.

مع مرور الوقت، تحولت هذه الظاهرة إلى ما يشبه الاحتلال الاقتصادي، حيث باتت الشركات تعتمد بالكامل على الكفاءات الأجنبية، بينما أصبح العراقيون أقلية في سوق العمل داخل بلدهم.

بدأت أصوات الاحتجاج ترتفع:
*”لازم نفرض قوانين تمنع توظيف الأجانب!”*
لكن الرد جاء سريعًا من أحد المسؤولين:
*”نفرض قوانين على منو؟* على الشركات اللي هي أساسًا جاية تساعدنا؟ المشكلة مو بالقوانين، المشكلة أن شبابنا لازم يتعلمون المهارات المطلوبة!”

وهكذا، تحوّل العراق من دولة غنية بالفرص إلى بلد يعتمد على خبرات أجنبية، لأن الجيل الجديد لم يستعد بشكل كافٍ للتحديات. وبقي السؤال الكبير مطروحًا: هل سيستيقظ الشباب ويتعلم المهارات الحديثة ليستعيدوا السيطرة على اقتصادهم، أم سيتركون البنغال والباكستانيين يتحكمون بمستقبل العراق؟

*في الختام ، من لا يتطور… يتم استبداله!*

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
خلال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية.. رئيس البرلمان العربي: تهجي... البث المباشر للمؤتمر السابع لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية في المؤتمر الصحفي الختامي لمهرجان العراق الدولي لسينما الشباب.. المبرقع : نجاح كبير في تقديم المبدعي... محافظ البصرة يوجه بمتابعة أعمال مجمع الخالدون السكني مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي يعقد اجتماعا في أربيل لمتابعة تنفيذ الاتفاق الأمني المشترك ب... رئيس مجلس القضاء الأعلى يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد محاولات ابتزاز هيئة الاستثمار المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي: مدينة سنجــــــار تستقبل رفات شهداء من ضحايا أبناء المكون الإي... تشكيلة منتخب الشباب لمواجهة منتخب أستراليا، اليوم السبت، ضمن الدور ربع النهائي لبطولة كأس آسيا دون 2... الاعتذار أولاً "دماء الجماهير لا تُشترى: اعتذار فوري أو تخفيض اشتراكات!" التجارة تعلن عن حوافز وتسهيلات لتحسين بيئة الأعمال