الدور الإيجابي لمشاريع العتبة الحسينية الاستثمارية في العراق


الحقوقية انوار داود الخفاجي:-
تُعدّ العتبة الحسينية المقدسة من أبرز المؤسسات الدينية في العراق، ولم يقتصر دورها على الجانب الروحي فقط، بل امتد إلى المساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية من خلال مشاريعها الاستثمارية. تهدف هذه المشاريع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، دعم الاقتصاد الوطني، توفير فرص العمل، وتحسين البنية التحتية، مما يعكس دورًا تنمويًا بارزًا في مختلف القطاعات منها:
*تعزيز الاقتصاد الوطني* حيث ساهمت العتبة الحسينية من خلال مشاريعها الاستثمارية في تعزيز الاقتصاد العراقي عبر تطوير قطاعات حيوية مثل الزراعة، الصناعة، الصحة، والتعليم. إذ تسعى هذه المشاريع إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويحافظ على استقرار الأسعار في الأسواق. كما أن هذه الاستثمارات تُعيد تدوير رأس المال داخل البلاد، مما يعزز النمو الاقتصادي المستدام.
*دعم القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي* في ظل التحديات التي تواجه الزراعة في العراق، أطلقت العتبة الحسينية العديد من المشاريع الزراعية التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. ومن أبرز هذه المشاريع
مشروع مزارع فدك للنخيل، الذي يهدف إلى إعادة إحياء زراعة النخيل في العراق وإنتاج التمور بكميات كبيرة للتصدير وللاستهلاك المحلي والمشاريع الزراعية الحديثة، التي تعتمد على التقنيات المتطورة مثل الريّ بالتنقيط والزراعة المحمية، مما يساعد في زيادة الإنتاجية وتقليل الهدر في الموارد المائية و مزارع تربية المواشي والأبقار، التي توفر اللحوم والألبان ومشتقاتها، وتساعد في دعم السوق المحلية بهذه المنتجات الأساسية.
*المشاريع الصناعية ودعم الإنتاج المحلي* حيث أسست العتبة الحسينية عدة مشاريع صناعية تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة. ومن أهم هذه المشاريع
مصانع الألبان ومشتقاتها، التي توفر منتجات غذائية محلية ذات جودة عالية، وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي ومصانع إنتاج المواد الطبية، التي أُنشئت لتوفير المستلزمات الطبية والأدوية محليًا، مما قلل من استيرادها وأسهم في تعزيز الأمن الصحي في العراق. وايضا مشاريع الطاقة البديلة، حيث تسعى العتبة إلى تبني تقنيات حديثة في مجال الطاقة المتجددة لتقليل الضغط على مصادر الطاقة التقليدية.
*تطوير القطاع الصحي* حيث تضمنت الاستثمارات الصحية للعتبة الحسينية إنشاء مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، منها مستشفى الإمام زين العابدين (ع)، الذي يقدم خدمات طبية متطورة للمرضى بأسعار مدعومة، بالإضافة إلى المراكز الصحية المتنقلة التي تصل إلى المناطق النائية. هذه المشاريع لا توفر فقط الرعاية الصحية للمواطنين، بل تسهم أيضًا في توظيف الكوادر الطبية وتطوير الخدمات الصحية في البلاد.
*توفير فرص العمل ودعم الشباب*
من أهم الإيجابيات التي حققتها المشاريع الاستثمارية للعتبة الحسينية هي توفير آلاف فرص العمل للشباب العراقيين، مما ساهم في تقليل نسبة البطالة وتحسين مستوى المعيشة. كما توفر هذه المشاريع برامج تدريب وتأهيل للكوادر المحلية، مما يساعد في رفع مستوى الكفاءات المهنية وتطوير سوق العمل في العراق.
*الاستثمار في التعليم وبناء القدرات البشرية* حيث أنشأت العتبة الحسينية عدة مؤسسات تعليمية، أبرزها جامعة وارث الأنبياء، التي توفر برامج أكاديمية متطورة في مجالات الطب والهندسة والإدارة. كما تدعم العتبة المدارس والمراكز البحثية، مما يسهم في إعداد جيل متعلم ومؤهل لدعم عجلة التنمية في العراق.
في الختام تمثل المشاريع الاستثمارية للعتبة الحسينية نموذجًا ناجحًا في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة في العراق. فمن خلال استثماراتها في الزراعة، الصناعة، الصحة، والتعليم، تساهم العتبة في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتقليل البطالة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الحيوية. هذا الدور الإيجابي يعكس رؤية متقدمة لمؤسسة دينية تسعى ليس فقط لخدمة الزوار، بل لخدمة المجتمع العراقي بأسره.