الأخبار المحليةتقارير وتحقيقات

دور الإصلاح في العراق ودورها في تهذيب سلوك النزيل بعد الإفراج عنه

*الحقوقية انوار داود الخفاجي:-

تلعب دور الإصلاح في العراق دورًا أساسيًا في إعادة تأهيل النزلاء وتهذيب سلوكهم قبل الإفراج عنهم، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع كأفراد صالحين ومنتجين. فالسجون لم تعد مجرد أماكن للعقاب، بل أصبحت مؤسسات إصلاحية تهدف إلى تصحيح سلوك الأفراد، وتعليمهم مهارات جديدة، وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا ليكونوا قادرين على العيش حياة كريمة بعد خروجهم.

تهدف دور الإصلاح في العراق إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:

*إعادة تأهيل النزيل نفسيًا واجتماعيًا*: يتم تقديم برامج دعم نفسي لمساعدة النزلاء على التخلص من المشكلات النفسية التي قد تكون دفعتهم إلى ارتكاب الجرائم، مثل الغضب، أو الإدمان، أو الضغوط الاجتماعية.

*تعليم النزيل مهارات مهنية*: توفر دور الإصلاح ورش عمل تدريبية في مجالات مثل النجارة، والحدادة، والخياطة، والزراعة، والحرف اليدوية، لمساعدة النزلاء على اكتساب مهارات يمكن أن تساعدهم في العثور على وظائف بعد الإفراج عنهم.

*تعزيز القيم الأخلاقية والدينية*: تُقدَّم محاضرات ودروس دينية وتثقيفية تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والدينية، مما يساعد النزيل على تجنب العودة إلى السلوك الإجرامي.

*دعم النزيل بعد الإفراج عنه*: من خلال برامج المتابعة، يتم تقديم استشارات ودعم مستمر للنزلاء بعد خروجهم لضمان عدم وقوعهم مرة أخرى في الجريمة.

عند الإفراج عن النزيل، يكون قد مرّ بمرحلة من التدريب والتأهيل تجعله أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بشكل إيجابي. ومن أهم التأثيرات الإيجابية لهذه البرامج:

*تقليل معدلات العودة إلى الجريمة*: من خلال التأهيل والتدريب، يصبح النزيل أكثر وعيًا بأهمية الالتزام بالقانون، مما يقلل من احتمال عودته إلى السلوك الإجرامي.

*القدرة على كسب لقمة العيش بطرق شرعية*: بفضل البرامج المهنية والتدريبية، يصبح لدى النزيل المهارات الكافية للحصول على عمل، مما يجعله أقل عرضة للعودة إلى الجريمة بسبب الحاجة المالية.

*تحسين العلاقة مع المجتمع*:عندما يخرج النزيل وهو يمتلك مهارات جديدة ويظهر تغيرًا إيجابيًا في سلوكه، يصبح من الأسهل عليه إعادة الاندماج في المجتمع وكسب احترام الآخرين.

*تعزيز الثقة بالنفس*: يشعر النزيل المحرَّر أنه شخص ذو قيمة وقادر على تحقيق النجاح، مما يحفزه على تجنب العودة إلى السلوكيات السلبية.

على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه دور الإصلاح في العراق بعض التحديات، ومنها:

*الاكتظاظ في السجون*: يؤدي ارتفاع عدد النزلاء إلى صعوبة تقديم برامج إصلاحية فعالة لكل فرد.

*نقص الموارد والتمويل*: تحتاج برامج التأهيل إلى موارد مالية كبيرة لضمان فعاليتها، وهو ما قد يشكل تحديًا في بعض الأحيان.

*نظرة المجتمع للنزيل السابق*: يعاني العديد من النزلاء المحررين من وصمة العار الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على عمل أو الاندماج في المجتمع.

*ضعف المتابعة بعد الإفراج*: قد يواجه بعض النزلاء صعوبة في الحصول على الدعم اللازم بعد خروجهم من السجن، مما قد يدفعهم للعودة إلى الجريمة.

وفي الختام تمثل دور الإصلاح في العراق خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر أمانًا من خلال إعادة تأهيل النزلاء وتوجيههم نحو حياة جديدة قائمة على العمل والقيم الإيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه العملية، إلا أن استمرار تطوير البرامج التأهيلية وتحسين ظروف السجون يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية، مما يقلل من معدلات الجريمة ويعزز الأمن والاستقرار في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار