“ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم: قيماً صامدة في وجه الظلم والطغيان”


بغداد /حسن حنظل النصار.
في هذه الأيام المباركة، نحيي ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، الذي ترك لنا إرثًا عظيمًا من القيم والمبادئ التي ستظل صامدة في وجه كل مظاهر الظلم والطغيان. لقد قدم الإمام الكاظم عليه السلام نموذجًا في الصبر والتضحية لم يتكرر في تاريخ الأمة، حيث ظل صوت الحق شامخًا أمام أقوى الطغاة، ولم يتراجع أمام قسوة السجون أو تعذيب الجلادين.
الإمام الكاظم عليه السلام كان بحق رمزًا من رموز العدل والتواضع، إذ عُرف بحلمه وعلمه وكرمه، وكان لا يُضاهى في زهدِه وتفانيه في خدمة الناس. في زمن كان فيه القمع والظلم سائدين، وقف الإمام أمام الطغاة بثباتٍ، مُؤكدًا أن العدل ليس خيارًا بل فرضٌ، وأن الظلم مهما طال، فإن نهايته ستكون حتمًا.
قيّم صامدة في مواجهة الطغيان
ما قدمه الإمام الكاظم عليه السلام من صبر على الأذى والمحن في السجون هو أسمى مثال على الثبات أمام الظلم. لم يكن صبره صمتًا أو استسلامًا، بل كان صبرًا مشبعًا بالعمل الجاد والمثابرة على أداء رسالته. لقد علمنا أن القيادات الحقيقية لا تُقاس بعدد الأتباع أو الأموال، بل بما تحمله من قوة في مواقف الحق، حتى وإن كان الثمن كبيرًا.
العدل في حكمه أسمى من القوة
كان الإمام الكاظم عليه السلام يعلمنا أن العدل هو الطريق الأسمى للحكم، وأن أي نظام سياسي أو اجتماعي لا يقوم على العدل هو نظام مهدد بالفشل. في زمن كان فيه القوي يستبد بالمستضعف، كان الإمام الكاظم عليه السلام يُظهر للعالم أجمع أن العدل هو الحاكم الأول، وأن الظلم لا يمكن أن يدوم.
إلى من يهمه الأمر
في هذه الذكرى العظيمة، نتوجه إلى كل من يتولى مسؤولية القيادة في الأمة: إن مسؤوليتكم أمام الله والشعب هي مسؤولية عظيمة، فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى من يُهمل حقوقها أو يظلمها. تذكروا أن القيم التي عاش من أجلها الإمام الكاظم عليه السلام هي القيم التي يجب أن تحكموا بها: العدالة، والمساواة، والرحمة.
القوة الحقيقية لا تكمن في استخدام السلطة للهيمنة، بل في العدالة التي تسود في كل قراراتكم وأفعالكم. إن الأمة اليوم بحاجة إلى قادة يتسمون بالصدق والمصداقية، ويحملون هموم شعوبهم، ويعملون من أجل تحقيق مصلحتها العليا.