الأخبار السياسية

رئيس الجمهورية يصل إلى العاصمة بغداد بعد مشاركته في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس-سويسرا

عاد فخامة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت 25 كانون الثاني 2025 إلى العاصمة بغداد قادماً من مدينة دافوس السويسرية، بعد مشاركته في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي.
وضمن إطار مشاركة فخامته في أعمال المنتدى، التقى السيد الرئيس بعدد من قادة وزعماء الدول وكبار الاقتصاديين والرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية رصينة، فضلاً عن باحثين ومختصين بالشؤون الاقتصادية.
وكان فخامته قد وصل الى مدينة دافوس يوم الإثنين الموافق 20 كانون الثاني 2025.
وفي أول أيام المؤتمر عبر السيد الرئيس، في منشور على موقع (X)، عن أهمية مشاركة العراق وإقليم كردستان في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث جاء في المنشور: (فخور برؤية العراق وإقليم كردستان ممثلين تمثيلا جيدا في دافوس، وهو تجمع سنوي مهم للقادة والمفكرين العالميين. تؤكد مشاركتنا في هذه المحادثات على دور العراق المتنامي على الساحة العالمية والتزامنا بمواجهة التحديات المشتركة من خلال الحوار والابتكار والتعاون).
واستهل رئيس الجمهورية نشاطاته في دافوس بزيارة البيت الكردستاني، حيث كان باستقبال فخامته رئيس حكومة إقليم كردستان السيد مسرور بارزاني، وألقى فخامته كلمة أكد خلالها عن سروره لإقامة البيت الكردستاني، مقدما تهانيه بهذه المناسبة ومتمنيا للقائمين على هذا البيت النجاح في عملهم من أجل جذب الاستثمارات إلى إقليم كردستان، مشيرا إلى أن العراق عامة وإقليم كردستان خاصة يشهدان تطورا تنمويا واقتصاديا، معرباً عن الاستعداد لتقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة بغية تنفيذ المشاريع الخدمية التي تصب في خدمة المواطنين.
كما اجتمع رئيس الجمهورية بالمدير التنفيذي لشركة “هانيويل” الأمريكية لحلول الطاقة والاستدامة كين ويست، وجرى بحث سبل تسريع تنفيذ المشاريع الحيوية في قطاع الطاقة العراقي وتقليل حرق الغاز وتحسين جودة الهواء وتحديث البنية التحتية.
واستقبل السيد الرئيس في مقر إقامته بدافوس، معاون الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف، حيث جرى تناول الأطر العامة للعلاقات بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسبل تطويرها في جميع الميادين الأمنية والاقتصادية والبيئية والطاقة، فضلا عن مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية على الساحتين الإقليمية والدولية.
ثم التقى فخامته بالرئيس الأذري إلهام علييف، وبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي على المستويين التجاري والاقتصادي، والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الإمكانيات الهائلة للبلدين واستثمارها لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار المشترك.
كما التقى رئيس الجمهورية ملك بلجيكا الملك لويس فيليب ليوبولد ماري ودعاه لزيارة العراق ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي من خلال افتتاح سفارة في بغداد لتعزيز العلاقات بين البلدين لتشمل القطاعات الاقتصادية الرئيسة والتحوّل في مجال الطاقة فضلا عن مشاركة الشركات البلجيكية في قطاع الاستثمار.
وخلال زيارة فخامته للجناح السويسري في المنتدى، التقى رئيس الجمهورية رئيسة الاتحاد السويسري السيدة كارين كلر سولر التي ثمنت مشاركة فخامته في المنتدى وأكدت رغبة سويسرا في تعزيز أواصر العلاقات مع العراق وبما يخدم المصالح العليا للبلدين الصديقين.
كما التقى السيد الرئيس رئيس الوزراء الكرواتي السيد أندريه بلينكوفيتش، حيث قدم فخامته التهنئة بمناسبة انضمام كرواتيا إلى مجموعة دول الشنغن وثمّن وقوفها مع العراق في حربه ضد الإرهاب، وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واقترح فخامة الرئيس تأسيس مجلس اقتصادي عراقي-كرواتي وبما يعزز حجم التبادل التجاري ويوسع آفاق التعاون في مجالات السياحة والزراعة.
والتقى رئيس الجمهورية رئيس وزراء هولندا السيد ديك شوف، وجرى بحث العلاقات الثنائية وآليات تطويرها، حيث أوضح فخامته أهمية رفع مستوى التنسيق بين البلدين وزيادة التعاون في مجال الاقتصاد والاستثمار والعمل على توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء المجلس العراقي الهولندي للمياه والزراعة، مشيرا إلى رغبة العراق في التعاون مع الشركات الهولندية في مجال تطوير وتأهيل قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة فضلا عن التعاون في مجال البيئة والتغير المناخي.
والتقى السيد الرئيس بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وناقش معه عددا من القضايا المفصلية على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكد فخامته موقف العراق الداعي إلى احترام سيادة الدول وضرورة حل وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة استثمار الجهود الدولية الجادة لتسوية النزاع الروسي الأوكراني، مؤكداً استعداد العراق للعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

ثم استقبل رئيس الجمهورية رئيس وزراء ليبيا السيد عبد الحميد الدبيبة، وجرى بحث سبل تعزيز التعاون على المستويات السياسية والأمنية والثقافية والسياحية ومكافحة الارهاب فضلا عن العمل على توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث والعلمي ونظيرتها الليبية، وأكد السيد الرئيس موقف العراق الداعم لوحدة الصف الليبي وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها.
وعلى هامش مشاركة فخامته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، التقى السيد الرئيس بشخصيات بارزة أخرى من بينها السادة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا جير بيدرسن ووزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري ووزيرة التنمية المستدامة البحرينية نور بنت علي الخليف وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ووزير المالية البحريني سلمان بن خليفة أل خليفة ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية الدكتورة رانيا المشاط والأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي الدولية السيدة ديمة آل يحيى وعدد آخر من زعماء وقادة الدول والوفود المشاركة في هذا المنتدى.
والتقى رئيس الجمهورية أيضاً برئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسه السيد كلاوس شواب وبحث معه القضايا الاقتصادية على الساحة الدولية والسبل الكفيلة بتنشيط حركة السوق العالمية والارتقاء بالوضع الاقتصادي لمعظم الدول، وأكد فخامته أهمية المنتدى الاقتصادي العالمي ودوره في جمع قادة العالم ورؤساء المنظمات والشركات الاقتصادية الكبرى لتحقيق التكامل الاقتصادي وإبرام الاتفاقيات التي تسهم في تعزيز اقتصادات الشعوب.
كما التقى فخامته برئيس جنوب أفريقيا السيد ماتميلا سيريل وهنأه بمناسبة تولي بلاده رسمياً رئاسة مجموعة العشرين G20، وجرى بحث العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بالارتقاء بها وبما يعزز التعاون في المجالات كافة، حيث أعرب السيد الرئيس عن الرغبة في مساهمة شركات جنوب أفريقيا في إعادة اعمار العراق.
وأكد السيد الرئيس على أهمية فتح سفارة جنوب أفريقيا في بغداد والتي تم إغلاقها منذ عقود وتفعيل اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني الموقعة بين البلدين، فضلا عن أهمية تنسيق المواقف تجاه القضايا الدولية المختلفة سيما القضية الفلسطينية.
وقد أجريت مع فخامته العديد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية أكد خلالها السيد رئيس الجمهورية على الاستقرار الذي يتمتع به العراق على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية فضلا عن فرص الاستثمار المتنوعة والجهود التي تبذلها الدولة العراقية على طريق توفير الخدمات لجميع أبناء الشعب وتثبيت الاستقرار الداخلي، موضحاً موقف العراق من مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والداعي الى اعتماد لغة الحوار والطرق الدبلوماسية لحل الأزمات وبما يرسخ أسس الأمن والسلام في العالم، وتحدث السيد الرئيس أيضاً عن علاقات العراق مع جواره الإقليمي ومحيطه الدولي واعتماده سياسة احترام الشأن الداخلي للدول وعدم السماح لأي جهة بالمساس بسيادته، مؤكداً السعي لتعزيز أسس الصداقة والتعاون مع الجميع وبما يحقق المصالح العليا للعراقيين.
كما شارك السيد رئيس الجمهورية في جلسات حوارية، بحضور رؤساء وزعماء الدول والوفود المشاركة إضافة إلى قادة الاقتصاد العالمي، استعرض خلالها مسارات العراق بدءاً من سنوات الصراع وصولاً إلى التعافي، مشاركاً رؤية العراق بكونه عامل استقرار في المنطقة، ومسلطاً الضوء على أهمية التعاون الإقليمي لمعالجة التحديات المشتركة، مشيراً إلى التقدم الذي أحرزه العراق في أعقاب انتهاء حقبة داعش من ناحية الإصلاحات المهمة في مجال الأمن والتنوع الاقتصادي وتوجيه التركيز نحو إعادة بناء البلاد من خلال الاستثمار في الإسكان والصحة والتعليم والتنمية المستدامة والتحول الرقمي وإصلاح القطاع الخاص وتوفير فرص عمل لدعم النمو الاقتصادي المستدام، مؤكداً التزام العراق المعلن عنه مراراً بمعالجة التحديات البيئية والاجتماعية الملحة مثل التغير المناخي وإدارة المياه والزراعة المستدامة.
وأوضح فخامته التزام العراق بالدبلوماسية والتعاون الإقليمي، مشيراً إلى جهوده في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط والدعم الثابت للقضية الفلسطينية، مشددا على أن تحقيق العدالة وتقرير المصير من الحقوق الأساسية للشعوب المضطهدة.
كما أشار السيد الرئيس إلى أن المنطقة قد استُغلّت لفترة طويلة للغاية لخدمة مصالح الآخرين، وحان الوقت لبدء فصل جديد قوامه الشراكة، السلام، والازدهار، مضيفاً “لقد حقق العراق في غضون سنوات قليلة من السلام، ما لم يستطع تحقيقه خلال عقود من الاضطرابات، ونحن مصممون على بناء مستقبل أكثر إشراقًا لشعبنا، والمساهمة في عالم ينعم بالمزيد من الاستقرار والازدهار.”

وتناولت جميع لقاءات فخامة رئيس الجمهورية، التي حضرها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السيد فؤاد حسين ورئيس هيئة المستشارين والخبراء في رئاسة الجمهورية الدكتور علي الشكري والقائم بالأعمال العراقية في سويسرا الدكتور محمد الدباغ، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي والنتائج المرجوة منه على طريق تعزيز التعاون الدولي في المجالات كافة، فضلا عن مناقشة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية على الساحة الدولية والتأكيد على أهمية توحيد الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الاستقرار والسلم العالميين.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار