رئيس الجمهورية يزور جامعة الأنبار ويؤكد أهمية دور الكوادر العلمية في خلق الوعي المجتمعي


ضمن إطار زيارة فخامته إلى محافظة الأنبار، زار فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت 18 كانون الثاني 2025، جامعة الأنبار حيث التقى رئيس الجامعة الدكتور مشتاق طالب صالح الندا وعمداء الكليات وأعضاء مجلس الجامعة والأساتذة التدريسيين.
وفي كلمة لفخامته، أعرب رئيس الجمهورية عن سعادته بزيارة جامعة الأنبار ولقائه بالكوادر العلمية والأكاديمية، موضحاً دعمه لعمل الجامعات والكليات والمعاهد وتطويرها وبما يحقق الأهداف المرجوة منها في تعزيز دور الجامعات، والارتقاء بمستواها العلمي لتخريج كوادر تستفيد منها مؤسسات الدولة.
وشدد السيد الرئيس على ضرورة العمل المشترك والتعاون من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على المكتسبات الوطنية المتحققة، التي جاءت بعد التضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبنا في سبيل نيله حريته وكرامته.
واشار فخامته إلى أن الجميع شركاء أساسيون، خصوصا الكوادر العلمية والكفاءات والنخب المعرفية والفكرية، في عملية التنمية، وبناء المجتمع والإصلاح السياسي ومكافحة الظواهر السلبية ومعالجة حالات الفساد.
كما تحدث رئيس الجمهورية عن اسباب قلة المياه وانخفاض مستوياتها ، مبينا تأثيرات التغيرات المناخية في البيئة.
وفي ما يأتي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أعرب عن سعادتي بحضوري معكم، وزيارة هذه المدينة الجبارة، الأنبار، فهي من الناحية الطبيعية هي مدينة جميلة ومهمة على ضفاف نهر الفرات، وكذلك نفتخر بثرواتها الطبيعية والزراعية، فالأنبار عانت مثل بقية المحافظات، لكنني اليوم سعيد لأشاهد التقدم في الأنبار، واهنئ المسؤولين في المحافظة واهلها على الإنجازات التي قدموها خلال فترة قصيرة.
الحضور الكرام.
السيد المحافظ والمسؤولين والأساتذة والطلبة ومنتسبي جامعة الانبار.
إن من دواعي سروري أن ألتقي بكم في هذه الجامعة المهمة، وفي محافظة الأنبار العزيزة التي عانت الكثير جراء الإرهاب، وتمكنت قواتنا الأمنية البطلة وصمود أهل الانبار من دحره وإحباط مخططاته الخبيثة، حيث لاحظنا سير الحياة الطبيعية في هذه المدينة الكريمة.
ونعرب عن سعادتنا ونحن نزوركم ونلتقي بالكوادر العلمية والأكاديمية في المحافظة، ونؤكد دعمنا لعمل الجامعات والكليات والمعاهد وتطويرها وبما يحقق الأهداف المرجوة منها في تعزيز رصانة وسمعة الجامعات، والارتقاء بمستواها العلمي لتخريج كوادر تستفيد منها مؤسسات الدولة والشعب العراقي.
لا يخفى عليكم الدور الكبير المُلقى على عاتق الكوادر العلمية والنخب العراقية في خلق الوعي المجتمعي وبناء أجيال شباب في مؤسسات الدولة والمجتمع ومختلف القطاعات المعرفية والإنتاجية بالكفاءات والطاقات الشبابية، إلى جانب دورهم المهم في تعزيز الحياة السياسية من خلال تقديم الرؤى والأفكار والحلول إلى صناع القرار حول المسائل التي تواجه البلد والتي نحتاجها في العراق الحديث.
الحضور الكريم
علينا جميعا مسؤولية وطنية كبيرة في العمل المشترك والتعاون من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار الذي ينعم به البلد بعد سنوات قضيناها في مواجهة العنف والإرهاب الذي طال جميع أبناء الشعب العراقي، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية المتحققة، والتي جاءت بعد التضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبنا في سبيل نيله حريته وكرامته وحماية الوطن.
إن الأمن والاستقرار هو الركيزة الأساسية للانطلاق نحو تحقيق التنمية والتطور لبلدنا وشعبنا، وبناء أساس قوي لمواصلة طريق البناء والإعمار وتقديم الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
كما أن علينا العمل المشترك كلاً من موقعه، وخصوصا الكوادر العلمية والكفاءات والنخب المعرفية والفكرية من أجل معالجة بعض المسائل التي تواجه البلد، في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية، كلنا شركاء أساسيون في عملية التنمية، وبناء المجتمع والإصلاح السياسي ومكافحة الظواهر السلبية ومعالجة الفساد الإداري والمالي وحماية البيئة والموارد البيئية ومواجهة آثار التغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى أن البلد يعد واحداً من أكثر بلدان العالم تأثراً بظاهرة التغير المناخي، حيث نعاني من تناقص الموارد المائية وتزايد التصحر والجفاف.
واذا تسمحوا لي أن أشير الى نقطة متعلقة في قلة الموارد المائية في العراق، ولها أسباب كثيرة، وارجو من المختصين الاهتمام بالعوامل الرئيسية في هذا المجال، العامل الأول المناخ والبيئة لهما تأثير كبير على كميات المياه والمطر والثلوج في العراق، وفي معظم الحالات هذا الامر ليس بأيدينا وانما بيد الطبيعة، ولكن الاستفادة من كميات المطر والثلوج وكذلك تقليل درجات الحرارة هو بأيدينا، ونستطيع الاستفادة من اكبر كمية من الامطار من اجل تلبية حاجات البلد.
النقطة الثانية والمهمة جدا، تعاملاتنا وتفاهماتنا مع دول الجوار، مع الأسف الشديد معظم منابع الأنهر في العراق من الخارج، سابقا لم تكن لدينا مشكلة لأنه لم تكن هناك تطورات بيئية ولا تطورات في البنية التحتية في معظم دول الجوار حتى يتم قطع المياه، ولكن الان لديهم إمكانية وقابلية ومنشآت هندسية يستطيعون من خلالها قطع كميات كبيرة من المياه عن العراق، في نهري دجلة والفرات وكذلك الروافد.
لا أخفي عليكم اذ اشير الى ان مجمل البنية التحتية المبنية لقطع المياه عن نهري دجلة والفرات في تركيا تصل الى أربعين سدا وحاجزا وأكثر، وهذه بكل تأكيد تؤدي الى قطع المياه عن العراق، في السابق كنا نتسلم كميات كبيرة والآن الكميات اقل بكثير، ولكن علينا اعتماد الحوار والدبلوماسية والعلاقات مع دول الجوار، إذ يجب الوصول إلى تفاهمات او اتفاقيات، البعض يشير الى وجود اتفاقيات ولكن حتى الان هذه الاتفاقيات ليست اتفاقيات دولية موقعة بين الدولتين بل جميعها على شكل مذكرات تفاهم، والقوانين الدولية لا تساعد على التقاسم والشراكة بين البلدان وتترك مهمة تنظيمها الى البلدان المتشاطئة.
النقطة الثالثة هي واجب الحكومة وكل فرد في العراق، وهو الحفاظ على كميات المياه وعدم هدرها ، والاستفادة من المطر والثلوج بشكل جدي ومهني وهندسي وفني، وكذلك بشكل اقتصادي، مع الأسف الشديد حتى الان دول الجوار يحملوننا على أساس ان كميات الهدر في المياه في العراق كبيرة جدا، وربما تلاحظون الاحواض السمكية على دجلة والفرات وهدر المياه في الزراعة وعدم استعمال الطرق الحديثة في الري، وكذلك في جانب الاقتصاد في المياه وعدم هدره، وهذه النقاط أحببت ان اشير لها حتى تكون في برنامج الحكومة وفي برنامجنا.
فالبلد يعد واحداً من أكثر بلدان العالم تأثراً بظاهرة التغير المناخي، حيث نعاني من تناقص الموارد المائية وتزايد التصحر والجفاف، والذي تتحكم فيه ثلاثة عوامل رئيسية وهذا يستوجب تعاونا وثيقا بين الجهات الحكومية ذات العلاقة والخبراء والأكاديميين المختصين في هذا الشأن للحفاظ على الموارد المائية عبر ترشيد الاستهلاك والشروع في طرق الري الحديثة، إلى جانب مكافحة التصحر والجفاف عبر استراتيجيات نشر الغطاء الأخضر والتشجير.
هذه النقطة أحببت التركيز عليها لأنها مهمة جدا للجميع، ومرة أخرى أعرب عن سعادتي وانا بينكم وأتمنى لكم التوفيق، وجامعة الانبار من الجامعات العراقية الجيدة التي نفتخر بها، ونتمنى لكم التوفيق من اجل تطوير الجامعة للأفضل، وترسيخ الاستقرار والامن في محافظة الانبار الذي هو أساس كل تقدم في أي بلد.
وشكرا جزيلا.