تهنئة للجيش العراقي قوة وعزيمة من أجل الوطن
*الحقوقية انوار داود الخفاجي:-
في الذكرى السنوية لتأسيس الجيش العراقي نتقدم بأسمى آيات التهنئة والتقدير إلى رجال القوات المسلحة العراقية الذين أعادوا صياغة تاريخ المؤسسة العسكرية بإرادة وعزيمة لا تلين. يمثل الجيش العراقي نموذجًا حقيقيًا للتحدي والصمود، فقد نجح في إعادة بناء نفسه من الصفر وسط ظروف صعبة وتحديات معقدة، ليصبح اليوم صمام الأمان للوطن وحامي سيادته.
بعد الأحداث الكبرى التي شهدها العراق عام 2003، برزت الحاجة إلى إعادة تشكيل الجيش ليكون مؤسسة عسكرية وطنية متطورة ومرنة. عملت الحكومة العراقية على تأسيس جيش حديث يلتزم بمعايير الاحتراف والمهنية، معتمدة على دعم المجتمع الدولي. جرى تحديث الهياكل التنظيمية، وتوفير تدريبات متطورة للجنود والضباط، واستحداث وحدات متخصصة قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية الحديثة.
من أبرز الإنجازات التي حققها الجيش العراقي دوره المحوري في الحرب ضد الإرهاب وخاصة خلال مواجهة تنظيم “داعش”. تمكنت القوات المسلحة العراقية من تحرير المدن والقرى التي احتلها التنظيم، مثل الموصل وتكريت والرمادي، بدعم ومشاركة قوات الحشد الشعبي وقوات البشمركه في معارك أظهرت شجاعة وتضحية الجنود من جميع القوات المشاركه . هذه الانتصارات لم تكن مجرد تحرير أراضٍ، بل كانت رمزًا لإعادة الأمل والاستقرار للشعب العراقي.
يُعتبر الجيش العراقي اليوم رمزًا للوحدة الوطنية، حيث يضم في صفوفه أبناء مختلف الطوائف والأعراق من جميع أنحاء البلاد. هذه التركيبة المتنوعة عكست روح التكاتف والتآزر التي تجمع أبناء الوطن، وعززت الثقة بين الشعب والجيش. لقد أثبتت المؤسسة العسكرية قدرتها على أن تكون فوق كل الانقسامات، مما جعلها ركيزة أساسية لاستقرار البلاد.
ساهم الجيش العراقي في تعزيز مكانة العراق إقليميًا ودوليًا من خلال الشراكات العسكرية والتدريبات المشتركة مع العديد من الدول. هذا التعاون أسهم في تطوير قدرات القوات المسلحة ورفع جاهزيتها للتعامل مع التحديات الأمنية، بالإضافة إلى تعزيز دور العراق كعنصر فعال في حفظ الأمن الإقليمي.
إلى جانب دوره العسكري، لعب الجيش العراقي دورًا إنسانيًا مهمًا في مساعدة النازحين والمتضررين من الأزمات. كما ساهم في جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية، مما أكسبه تقدير الشعب العراقي واحترامه.
رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات أمام الجيش العراقي ، مثل الحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية، والاستمرار في مكافحة الفساد، وتحقيق المزيد من التطوير التكنولوجي. لكن الإرادة القوية وروح الوطنية التي يتمتع بها الجيش العراقي تجعلنا واثقين بأنه سيواصل السير نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.
وفي الختام وفي هذا اليوم العزيز، نهنئ الجيش العراقي وكل رجاله البواسل على إنجازاتهم وتضحياتهم. أنتم حماة الوطن ورمز عزه وكرامته. بفضلكم ينعم الشعب العراقي بالأمان والاستقرار، وبجهودكم يبقى العراق شامخًا وقويًا.
تحية إجلال وتقدير لكل جندي وضابط في الجيش العراقي، ولكل من بذل جهده ووقته ودمه في سبيل رفعة الوطن. أنتم فخر العراق وسنده، وكل عام وأنتم قوة العراق وصوته الحامي.